للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لأن

أبا سلمة لا يتهيأ في سنه لقاء عبد الله بن مسعود ولا أخذه إياه عنه ".

وأقول في إسناد طريق الليث عبد الله بن صالح وفيه ضعف من قبل حفظه ولذلك

فرواية حيوة أصح، لكنها منقطعة لما ذكره الطحاوي من عدم سماع أبي سلمة من ابن

مسعود، فقد مات هذا سنة (٣٢) وهي السنة التي مات فيها عبد الرحمن بن عوف

والد أبي سلمة وقد ذكروا أنه لم يسمع من أبيه لصغره. فهذه هي علة الحديث:

الانقطاع وقد وجدت له طريقا أخرى موصولة يرويها عثمان بن حيان العامري عن

فلفلة الحنفي قال: " فزعت فيمن فزع إلى عبد الله - يعني ابن مسعود - في

المصاحف فدخلنا عليه، فقال رجل من القوم: إنا لم نأتك زائرين، ولكنا جئنا

حين راعنا هذا الخبر، قال: إن القرآن أنزل على نبيكم من سبعة أبواب على سبعة

أحرف وإن الكتاب الأول كان ينزل من باب واحد، على حرف واحد ". أخرجه الطحاوي

(٤ / ١٨٢) وأحمد (١ / ٤٤٥) .

قلت: وهذا إسناد جيد موصول، رجاله كلهم ثقات معرفون غير فلفلة هذا واسم

أبيه عبد الله أورده ابن أبي حاتم (٣ / ٢ / ٩٢ - ٩٣) ولم يذكر فيه جرحا

ولا تعديلا، وذكره ابن حبان في " ثقات التابعين " (١ / ١٨٥) وروى عنه

جماعة من الثقات كما في " التهذيب "، ويمكن أن يكون فلفلة هذا هو الواسطة في

رواية هذا الحديث بين أبي سلمة وابن مسعود. وبالجملة فالحديث حسن عندي بهذه

الطريق. والله أعلم. وقد روي من حديث أبي هريرة غير أن إسناده واه جدا فلا

يصلح للاستشهاد وفي أوله زيادة، أوردته من أجلها في الكتاب الآخر (١٣٤٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>