للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا نقل الآذان عن طريق المذياع فهل له حكم الآذان من حيث أنه يتابع إذا سمعناه أو أنه لا يأخذ حكم الآذان قلا نتابعه فمثلاً إنسان فتح المذياع وسمع أنه يؤذن في البلد الفلاني فهل يتابع هذا المؤذن وهل يقول أذكار الآذان والدعاء؟ أو نقول بأنه لا يتابع هذا الآذان.

فنقول هذا الآذان الذي نقل ينقسم إلى قسمين (١) :

القسم الأول: أن يكون منقولاً نقلاً مباشراً، فهذا يتابع فإذا سمعتَ المؤذن فإنك تتابعه وتجيبه ودليل ذلك عموم قول النبي " إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن " (٢) .وهذا يشمل ما إذا أذن في بلد الإنسان أو أذن في بلد آخر.

وذكر شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله أنه يستحب أن يجيب مؤذناً ثانياً وثالثاً ورابعاً، لأن هذا الآذان ذكر والذكر هذا مأمور به ويدخل ذلك تحت قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن " (٣) .

القسم الثاني: أن يكون هذا الآذان تسجيلاً كما تقدم كما تسلكه بعض الإذاعات نقول هذا لا تشرع إجابته وذكرنا فيما تقدم أن أصل هذا الآذان غير مشروع وأنه يخشى أن يكون بدعة لأن العبادات توقيفية كما ذكرنا.

المسألة السادسة: الالتفات أثناء الأذان في مكبرات الصوت هل يشرع أم لا؟

كان في الزمن السابق المؤذن يصعد على المنارة أو على الصومعة ويؤذن ,ويدل لهذا أن بلالاً - رضي الله عنه - كان يؤذن على بيت امرأة من بني النجار وكان بيتها أعلى بيت عند المسجد" (٤) .


(١) هذا من تقسيم الشيخ بن عثيمين رحمه الله.
(٢) متفق عليه من حديث أبي سعيد
(٣) متفق عليه من حديث أبي سعيد
(٤) أخرجه أبوداود (١/١٩٨) والبيهقي (١/٤٢٥)

<<  <   >  >>