للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

" منَّ اللهُ - وله الحمد - عليَّ بِصَوْغِي لكتاب: " المناسبات بين السور والآيات " بل الجمل والكلمات الذي لم تسمح الأعصار بمثله حقيقة من غير غلوّ، ولا نسج ناسج على منواله وشكله، إخبارًا بالحق من غير فخر وعلوّ، فإنّه أخرج من كتاب الله - سبحانه وتعالى - خفايا أسرار ما ظفر بها أحد، وأبدى غرائب أنوار ما عثر على بارق منها ولا وجد، وأجرى سوانح أنهار ما صدر عن عذب ينابيعها ولا ورد، كان قلبي فيه مُدَدًا طوالا أسيرَ الواردات، وسمير الخفايا الشاردات

بيَّنت فيه سرائر آيات ما بيّنَ أحدٌ ظاهر تفسيرها، وأبديتُ أسرار سورٍ ما كشف أحد خفيّ ضميرها " (١)

وما ذكره عنه في كتابه " الفتح القدسي": قلت في بيان فضله واستقامة منهاجه وشرف سبله:

هَلْ رَأَيْتُمْ يَا أُولِى التفسيرِ مَنْ

صاغَ تفسيرًا كَنَظْمِ الدُّرَرِ

دَقََّّ مَعْنًى جَلَّ سَبْكًا لَفْظُهُ

فِي وُجُوهِ الفِكْرِ مِثْلُ الغُرَرِ

وقلت وعن الصدق ما حدتُ:

هَذا كتابٌ في التَّناسبِ مُفْرَدُ واللهِ لمْ يَنسُجْ علَى مِنْوالِه

أعْيَى بِدقتِه ومحْكمِ رَصفِه مَنْ رامَ أن يأتي الوَرَى بمِثالِه.

وقلت -وقد استكتبه العلامة "برهان الدين بن الظهيرة قاضي الشافعية بمكة، وقد عظم موقعه عنده:

أبْديتُ فِي التفسيرِ ما أعْيَي الوَرَى أسْرَارَه وأجله القُرآنُ

ماذا يقول الحاسدون وقد غدا في النَّاس يَنشرُ فضلَه "البرهان" (٢) .

تلك بعض نصوص مقالات البقاعي عن تفسيره وهي يمتزج فيها التحدث عن نعمة الله - سبحانه وتعالى - عليه بفرحته بأن جعله الله - عز وجل - محل هذا الفيض وهو يعلن في هذه النصوص انه ما يقولها افتخارًا وعلوًا بل يقولها بيان لحق وشكرًا لفضل تفضل به المنعم - جل جلاله - عليه.

***

موقف العلماء من تفسيره:


(١) - مصاعد النظر:١/١٠١- ١٠٢
(٢) - الفتح القدسي في آية االكرسي للبقاعي: ق١ - مخطوط

<<  <   >  >>