للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قط. قال أبو عبد الله: لأنه كان ضريرا حافظا متقنا أمينا. وكان عنده ستة آلاف حديث عن زيد بن زريع.

ومات البوشنجى فى جمادى الأولى سنة تسعين ومائتين يوم النيروز.

وقال البوشنجى - وذكر أحمد بن حنبل عنده - فقال: هو عندى أفضل من سفيان الثورى. وذلك أن سفيان لم يمتحن فى الشدة والبلوى بمثل ما امتحن به أحمد بن حنبل. ولا علم سفيان ومن تقدم من فقهاء الأمصار كعلم أحمد. لأنه كان أجمع للعلم، وأبصر بمتقنهم وغالطهم، وصدوقهم وكذوبهم. ولقد بلغنى عن بشر بن الحارث أنه قال: قام أحمد مقام الأنبياء، وأحمد عندنا امتحن بالسراء والضراء، وتداوله أربعة خلفاء، بعضهم بالضراء وبعضهم بالسراء. فكان فيها مستعصما بالله عزّ وجل، تداوله المأمون والمعتصم والواثق، بعضهم بالضرب والحبس، وبعضهم بالإخافة والترهيب. فما كان فى هذا الحال إلا سليم الدين، غير تارك له من أجل ضرب ولا حبس. ثم امتحن أيام المتوكل بالتكريم والتعظيم، وبسط الدنيا عليه وإفاضتها عنده. فما ركن إليها، ولا انتقل من حاله الأولى، رغبة فى الدنيا ولا رغبة فى الذكر. فهذه الحالات لم يمتحن بمثلها سفيان. ولقد حكى عن المتوكل أنه قال: إن أحمد يمنعنا من بر ولده، فرحمة الله عليه. فى قصة طويلة ذكرها المتوكل.

وقال البوشنجى: حضر يوما عند أحمد جماعة من أصحاب الحديث من إخوانه.

فاشترى لهم بما كان عنده من النفقة، وأطعمهم، وصبر على مقدار ربع سويق ثمانية عشر يوما، بعسكر المتوكل، مكتفيا بذلك، حتى أتته النفقة من بغداد، لا يذوق من مائدة المتوكل شيئا.

[٣٧٦ - محمد بن ابراهيم بن مسلم بن سالم، أبو أمية، سكن طرسوس.]

فقيل له: الطرسوسى. وهو بغدادى. سمع عمر بن يونس اليمانى، وعمر بن حبيب القاضى، ويعقوب بن إسحاق الحضرمى، وعثمان بن عمر بن فارس، وأبا عاصم