للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ومات بالرّبذة منصرفه من الحج يوم الجمعة لخمس عشرة خلت من ذى الحجة سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وسنه ثلاث وثمانون سنة

قال أبو العيناء: حدثنا أحمد بن أبى دؤاد قال: كنا مع المأمون فى طريق الشام. فأمر فنودى بتحليل المتعة. فقال: يحيى بن أكثم لى ولمحمد بن منصور:

بكّرا غدا إليه. فإن رأيتما للقول وجها فقولا، وإلا فاسكتا إلى أن أدخل. قال:

فدخلنا إليه وهو يستاك، ويقول، وهو مغتاظ: متعتان كانتا على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وعلى عهد أبى بكر، وأنا أنهى عنهما؟ ومن أنت يا أحول حتى تنهى عما فعله النبى صلّى الله عليه وسلم وأبو بكر؟ فأومأت إلى محمد بن منصور:

رجل يقول فى عمر بن الخطاب ما يقول، نكلمه نحن؟ فأمسكنا. وجاء يحيى فجلس وجلسنا. فقال المأمون ليحيى: ما لى أراك متغيرا؟ فقال: هو غم يا أمير المؤمنين، لما حدث فى الإسلام. قال: وما حدث فيه؟ قال: النداء بتحليل الزنا.

قال: الزنا؟ قال: نعم، المتعة زنى. قال: ومن أين قلت هذا؟ قال: من كتاب الله، وحديث رسوله صلّى الله عليه وسلم. قال: الله تعالى (١:٢٣ - ٧ {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ} - إلى قوله - {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلاّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ. فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ}) يا أمير المؤمنين، زوجة المتعة ملك يمين؟ قال: لا. قال:

فهى الزوجة التى عنى الله عزّ وجل: ترث وتورث، ويلحق بها الولد، ولها شرائطها؟ قال: لا. قال: فقد صار متجاوز هذين من العادين. وهذا الزهرى يا أمير المؤمنين روى عن عبد الله والحسن ابنى محمد بن الحنفية عن أبيهما محمد عن على بن أبى طالب قال «أمرنى رسول الله صلّى الله عليه وسلم أن أنادى بالنهى عن المتعة وتحريمها، بعد أن كان أمر بها» فالتفت إلينا المأمون. فقال: أمحفوظ هذا من حديث الزهرى؟ فقلنا: نعم، يا أمير المؤمنين. رواه جماعة، منهم مالك. فقال أستغفر الله، نادوا بتحريم المتعة. فنادوا بها