للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قرأت فى كتاب الخطيب بإسناده قال: أبو على إسماعيل بن القاسم القالى كان أبو بكر بن الأنبارى يحفظ فيما ذكر ثلاثمائة ألف بيت شاهد فى القرآن.

وقال حمزة بن طاهر الدفاق: كان أبو بكر بن الأنبارى على كتبه المصنفة ومجالسه المشتملة على الحديث والأخبار والتفاسير والأشعار كل ذلك من حفظه.

قال حمزة: وحدثنى أبى عن جدى: أن أبا بكر بن الأنبارى مرض. فدخل عليه أصحابه يعودونه فرأوا من انزعاج ابنه وقلقله عليه أمرا عظيما. فطيبوا نفسه ورجوه عافية أبى بكر. فقال لهم: كيف لا أقلق وأنزعج لعلة من يحفظ جميع ما ترون. وأشار لهم إلى خيبرى مملوءا كتبا.

وقال محمد بن جعفر التميمى النحوى: قال أبو الحسن العروضى: اجتمعت أنا وأبو بكر بن الأنبارى عند الراضى على الطعام. وكان قد عرف الطباخ ما يأكل أبو بكر فكان يسوى له قلية يابسة. قال: فأكلنا نحن من ألوان الطعام وأطايبه، وهو يعالج تلك القلية. ثم فرغنا وأتينا بحلواء فلم يأكل منها شيئا. وقام وقمنا إلى الحيس، وقمنا نحن إلى حيس ماء فشربه، ولم يشرب ماء إلى العصر. فلما كان من العصر قال للغلام: الوظيفة، فجاءه بماء من الحب، وترك الماء المزمل بالثلج. فغاظنى أمره. فصحت صيحة. فأمر أمير المؤمنين بإحضارى. وقال:

ما قصتك؟ فأخبرته. وقلت: هذا يا أمير المؤمنين يحتاج أن يحال بينه وبين تدبير نفسه لأنه يقتلها، لا يحسن عشرتها، قال: فضحك، وقال له: فى هذا لذة، وقد جرت به العادة فصار إلفا. فلن يضره. ثم قلت: يا أبا بكر، لم تفعل هذا بنفسك؟ فقال: أبقى على حفظى. فقلت له. قد أكثر الناس فى حفظك. فكم تحفظ؟ قال: أحفظ ثلاثة عشر صندوقا.

وقال محمد بن جعفر التميمى النحوى: وهذا ما لا يحفظ لأحد قبله ولا بعده.

وكان أحفظ الناس للغة، ونحو وشعر وتفسير وقرآن، فحدثت أنه كان يحفظ عشرين ومائة تفسير من تفاسير القرآن بأسانيدها.