للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ربك تبارك وتعالى؟ قال لى: يا فتى، كنت إذا عملت بمعصيته: صبر على وتأنّى بى. فإذا عملت بطاعته: زادنى وأعطانى، وإذا أقبلت عليه: قربنى وأدنانى، وإذا وليت عنه: صوّت بى ونادانى، وإذا وقفت لفترة: رغّبنى ومنّانى. فمن أكرم من هذا مأمولا؟ انصرف عنى، لا تشغلنى.

قال: وسمعت أبا على بن النجاد يقول: بينا أنا ذات يوم، إذ دخل رجل من أهل البدع، ومعه مصحف، فجعل يقرأ فيه، فى سورة الأحزاب. فلما انتهى إلى هذه الآية (٣٣:٣٣ {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ)} أطبق المصحف، وقال: إيش نعمل فى هذا وعائشة قد خرجت؟

قلت: إنها لم تخرج من بيتها.

قال: وكيف ذاك؟

قلت: لأن بيوت أبنائها بيتها.

قال: وسمعته يقول: جاءنى رجل - وقد كنت حذرت منه أنه رافضى - فأخذ يتقرب إلى. ثم قال: لا نسب أبا بكر وعمر، بل معاوية وعمرو بن العاص.

فقلت له: ومال معاوية؟

قال: لأنه قاتل عليّا.

قلت له: إن قوما يقولون: إنه لم يقاتل عليّا، وإنما قاتل قتلة عثمان.

قال: فقول النبى صلّى الله عليه وسلم لعمار «تقتلك الفئة الباغية»؟

قلت: إن أنا قلت: إن هذا لم يصح. وقعت منازعة. ولكن قلت: قوله عليه الصلاة والسلام «تقتلك الفئة الباغية» يعنى به: الطالبة، لا الظالمة. لأن أهل اللغة تسمى الطالب: باغيا. ومنه: بغيت الشئ، تقول: طلبته. ومنه:

قوله تعالى (٦٥:١٢ {قالُوا: يا أَبانا ما نَبْغِي؟)} وقوله (١٠:٦٢ {وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ)} ومثل ذلك كثير، فإنما يعنى بذلك: الطالبة لقتلة عثمان رضى الله عنه.

وقال أبو حفص العكبرى: سمعت أبا على النجاد يقول: سمعت أبا الحسن