للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

للنظر فى كل يوم اثنين. ويقصده جماعة من الفقهاء المخالفين. ويتكلم فى بعض الأوقات تارة مبتدئا، وتارة مستدلا إلى سنة تسع وستين.

فوصل إلى مدينة السلام، بالجانب الشرقى ولد القشيرى، وأظهر على الكرسى مقالة الأشعرى، ولم تكن ظهرت قبل ذلك على رءوس الأشهاد، لما كان يلحقهم من أيدى أصحابنا وقمعهم لهم. فعظم ذلك عليه، وأنكره غاية الإنكار. وعاد إلى نهر المعلى منكرا لظهور هذه البدعة، وقمع أهلها، فاشتد أزر أهل السنة، وقويت كلمتهم، وأوقعوا بأهل هذه البدعة دفعات. وكانت الغلبة لطائفتنا: طائفة الحق.

فلما أدحض الله تعالى مقالتهم، وكسر شوكتهم، عظم ذلك على رؤسائهم، وأجمعوا للهرب والخروج عن بلدنا إلى خراسان.

فبلغ ذلك وزير الوقت فقال: ما الذى حملكم على ذلك؟ فأظهروا الشكاية مما قد تم عليهم. فوعدهم بأن يكف عنهم ذلك، واجتمعوا ودبروا على حضور شيخنا الشريف عندهم. فأنفذ إليه وزير الوقت. فقال: قد عرض أمر لا بد من مشاورتك فيه. فلما دخل إلى باب العامة عدلوا به إلى دار فى القرية، قد أفردت له. ومنع معظم الأصحاب من الدخول عليه، وكانوا قد تخرصوا عليه، ورفعوا إلى إمام الوقت الكذب والزور والبهتان، فى أشياء لا يحتمل كتابنا ذكرها. قد نزه الله تعالى مذهبنا وشيخنا وعنها.

ولم يزل عندهم مدة أشهر. وكانوا قد عرضوا عليه أشياء من دنياهم فلم يقبلها، ولم يأكل لهم طعاما مدة مقامه عندهم. ودوام الصيام فى تلك الأيام.

ودخلت عليه ذات يوم من تلك الأيام. فرأيته يقرأ فى المصحف. فقال لى:

قال الله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} تدرى ما الصبر؟ فقلت: لا. فقال:

هو الصوم. ولم يفطر حتى بلغ منه المرض نهايته.

وكان يكثر الدرس للقرآن. فلما ثقل مرضه، وضج الناس من حبسه أخرج