للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالقيّمون على مسرح الطفل لم يراعوا شخصية الطفل الناشئ، ولم يسبروا أغوارها، كما لم يناسبوا بين تفكير الناشئة وأعمارهم، لذلك لا يُتوقع منهم أن يحققوا أهدافاً دينية أو تربوية واضحة، فغالب هؤلاء بالغُ همِّهم تحصيل مكاسب مادية وحسب.

تقول الفنانة (الخليجة) منى عيسى - وهي الخبيرة بمسرح الطفل -: "مع الأسف الشديد إن مسرح الطفل يأخذ الآن الطابع التجاري البحت". (١) فلم يعد لمسرح الطفل الأهداف الواضحة الملموسة، إذ تخبَّط الفنانون في ماهية أهدافه، وكيفية تحقيقها، وفي ذلك تقول: " لقد خرج هذا المسرح عن طبيعة رسالته والدور الذي يجب أن يقوم به نحو أطفالنا، وتحول إلى مؤسسات تجارية تحرص على انتزاع ضحكات الأطفال" (٢) .

وعلى ذلك، فنحن بأمسّ الحاجة اليوم، إلى أعمال تدخل عالم الناشئ، فتنتشله من هذا الكمّ الهائل من الأعمال المرئية الغثة، التي لا طائل تحتها، علماً بأن محاولات جادة بدأت من قبل مؤسسات إنتاج إسلامية، إلا أنها تبقى غير كافية، وبخاصة أن بعضها ذو نظرة مادية لا تختلف كثيراً عن نظرة سابقيهم من العاملين بهذا المجال. ولذا فإن المسؤولية تتضاعف، وتكاد الأحمال تُنقض ظهر الكاتب ذي الرؤية الإسلامية الواضحة، وأصحاب القلم البنّاء، وأهل الإصلاح الاجتماعي، وهي كذلك عبء على كاهل الفنان الملتزم ذي الحس الديني والثقافي والاجتماعي، الذي بإمكانه أن يتغلغل إلى دخيلة نفس الطفل، وإلى أركان شخصيته، دون عناء يذكر،


(١) مجلة زهرة الخليج، العدد: ٥٦٤.
(٢) العزو السابق.

<<  <   >  >>