للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شخصيات الصحابة رضوان الله عليهم، وكم تجد في ذلك من مفارقات مقيتة، فالممثل الذي يمثل الأدوار المنحرفة هو نفسه الذي يمثل دور نبي أو صحابي، والممثلة الفاتنة في بعض الأفلام هي عينها من يمثل دور صحابية جليلة، وهذا ينبئ عن التناقضات الخطيرة التي يعيشها أهل الفن في حياتهم اليومية وفي أدوارهم التمثيلية، ثم إنهم بعد ذلك يبثون هذه التناقضات إلى المشاهد، وأكثر ما يؤثر هذا على الناشئة الأبرياء.

وفي فيلم (تلك الليلة) تظهر طقوس الدين النصراني، حيث يصوّر هذا الفيلم الراهب (الأب توما) وصراعاته النفسية المريرة بين الفضيلة والرذيلة، حتى يسقط أخيراً في الهاوية.

والملحوظ في الفيلم ظهور السيد المسيح عليه السلام بشكل خيالي كالطيف، وهذا اعتداء صارخ على نبي الله المسيح عليه السلام، واستخفاف واضح من أهل الفن بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.

وقد نادى بعض المفكرين والممثلين إلى تمثيل شخصيات الصحابة ومن هؤلاء الدكتور أحمد شلبي، والممثل عبد الله غيث وغيرهما، وبيّنوا أن ذلك لن يكون إلا بضوابط كمعرفة سلوك الممثل وتاريخه، والنصوص الموضوعة الهادفة إلى التعريف بالصحابة رضوان الله عليهم والاقتداء بهم، ومكان التصوير.... وغير ذلك.

إلا أن الأزهر الشريف - وبعد نقاش مطوّل في حكم المسألة - أصدر موافقته على تمثيل شخصيات الصحابة الكرام باستثناء الخلفاء الراشدين الأربعة وبقية المُبشَّرين بالجنة، وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

<<  <   >  >>