للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤٥٨- أفضل طعام الدنيا والآخرة اللحم١.

أخرجه أبو نعيم والعقيلي من طريق عمرو السكسكي عن ربيعة بن كعب رفعه، وعمرو المذكور ضعيف جدًّا، وقال العقيلي: لا يعرف هذا الحديث إلا به ولا يصح فيه شيء٢، وأدخله ابن الجوزي في الموضوعات، وقال السخاوي: قال شيخنا: لم يتبين لي الحكم بالوضع على هذا المتن؛ فإن مسلمة غير مجروح وابن عطاء ضعيف، قلت: وقد أفردت فيه جزءًا ولأبي الشيخ من رواية ابن سمعان قال: سمعت من علمائنا يقولون: كان أحب الطعام إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اللحم, ويقول وهو يزيد في السمع: وهو سيد الطعام في الدنيا والآخرة، ولو سألت ربي أن يطعمنيه كل يوم لفعل، وللترمذي في الشمائل عن جابر: أتانا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في منزلنا فذبحنا شاة، فقال: كأنهم علموا أنا نحب اللحم فذكره، ورواه ابن ماجه وابن أبي الدنيا بسند ضعيف بل موضوع بلفظ: سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم، لكن له شواهد منها عن عليٍّ رفعه بلفظ: سيد طعام الدنيا اللحم ثم الأرز، ورواه الديلمي عن صهيب رفعه بلفظ: سيد الطعام في الدنيا والآخرة اللحم ثم الأرز, وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، ورواه الطبراني عن يزيد مرفوعًا بلفظ: سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية، وكذا أبو نعيم لكن بلفظ: خير، وأبو عثمان الصابوني بلفظ: سيد، وكذا تمام بلفظ: سيد الإدام اللحم.

ثم قال السخاوي: وأصح من هذا كله ما أخرجه البخاري وغيره من قوله صلى الله عليه وسلم: "فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" وفي قصة مجيء الخليل لزيارة ابنه إسماعيل -عليهما الصلاة والسلام- وأنه لم يجده ووجد زوجته، فسألها: "ما طعامكم؟ " قالت: اللحم. قال: "فما شرابكم؟ " قالت: الماء. قال: "اللهم بارك لهم في اللحم والماء". قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ولم يكن لهم يومئذٍ حب، ولو كان لهم لدعا لهم فيه". قال: "فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه". وقال إمامنا الشافعي رضي الله عنه: إن أكله يزيد في العقل, انتهى.


١ ضعيف جدا: رقم "١١٤٤".
٢ في "انتقاد المغني" نص كلام العقيلي.

<<  <  ج: ص:  >  >>