للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأقول: لكنه في التذكرة ذكرها من غير تعقب، وجاء عن سهل التستري في تفسير البله: بأنهم الذين ولهت قلوبهم وشغلت بالله عز وجل، وعن أبي عثمان: الأبله هو الأبله في دنياه, الفقيه في دينه.

وروى البيهقي عن الأوزاعي أنه قال: هو الأعمى عن الشر البصير بالخير، ومثله قول القرطبي: هم البله عن معاصي الله، وقال في النهاية: البله هم الذين غلبت عليهم سلامة الصدور وحسن الظن بالناس؛ لأنهم أغفلوا أمر دنياهم فجهلوا حذق التصرف فيها, وأقبلوا على آخرتهم فشغلوا أنفسهم بها؛ فاستحقوا أن يكونوا أكثر أهل الجنة، فأما الأبله وهو الذي لا عقل له فغير مراد في الحديث, وأنشدوا:

ولقد لهوت بطفلة ميالة ... بلهاء تطلعني على أسرارها

٤٩٦- "أكثر من يموت من أمتي من بعد كتاب الله وقضائه وقدره بالعين" -وفي رواية: "بالأنفس" ١.

رواه البزار بسند رجاله ثقات عن جابر رفعه، وفسر البزار الأنفس بالعين، وعزاه في الدرر للديلمي عن جابر بلا إسناد بلفظ: أكثر من يموت من أمتي بعد قضاء الله وقدره بالعين، ورواه الطبراني من حديث علي بن عروة لكنه كذاب عن أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: نصف ما يحفر لأمتي من القبور من العين.

٤٩٧- أكثروا ذكر الله حتى يقولوا: مجنون -وفي رواية حتى يقال: إنه مجنون٢.

رواه أحمد وأبو يعلى والبيهقي عن أبي سعيد مرفوعًا وكذا ابن حبان والحاكم وصححاه، ورواه البيهقي عن أبي الجوزاء رفعه مرسلًا بلفظ: أكثروا ذكر الله حتى يقول المنافقون: إنكم مراءون.

٤٩٨- أكثروا ذكر الله على كل حال؛ فإنه ليس عمل أحب إلى الله ولا أنجى لعبده من ذكر الله تعالى في الدنيا والآخرة٣.

رواه ابن أبي الدنيا, والبيهقي عن معاذ.


١ حسن: رقم "١٢٠٦".
٢ رواية البيهقي عن أبي الجوزاء ضعيف: رقم "١٢٠٥"، "١٢٠٦".
٣ موضوع: رقم "١٢٠٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>