للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يحمل كتبه على ظهره وسمعته يقول كنت ببغداد وأبيت في المساجد وآكل خبز الدخل.

وسمعت شيخنا أبا الفضل بن بنيمان بهمذان يقول رأيت الحافظ أبا العلاء في مسجد من مساجد بغداد يكتب وهو قائم على رجليه لأن السراج كانت عالية قال ثم نشر الله ذكره في الآفاق وعظم شأنه في قلوب الملوك وأرباب المناصب الدنياوية والعلمية والعوام حتى انه كان يمر بهمذان فلا يبقى أحد رآه إلا قام ودعا له حتى الصبيان واليهود وكان يفتح عليه بجمل من الدنيا فلا يدخرها بل كان ينفقها على تلاميذه حتى ما كان يكون عنده متعلم إلا رتب له رفقا يصل إليه وإذا قصده أحد يطلب له بره إلا وصله بما يجد إليه السبيل من ماله وجاهه ويتدين له وكان لا يأكل من أموال الظلمة ولا يقبل منهم قط مدرسة ولا رباطا إنما كان يقرئ في داره ونحن في مسجده سكان وكان يقرئ نصف نهاره الحديث ونصفه القرآن والعلم وكان لا يغشى السلاطين ولا يأخذه في الله لومة لائم ولا يمكن أحدا أن يعمل في محلته منكرا ولا سماعا وكان لا يبالي ما لبس وما كان يلبس كتانا قط بل القطن ثياب قصار وأكمام قصار وعمامة قصيرة نحو سبعة أذرع وكان لا يكاد يبدأ في أمر إلا ابتدأ فيه بسنة إما دعاء وإما غير ذلك وكان لا يمس أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم إلا وهو على وضوء هذا مختصر ما ذكره شيخنا عبد القادر وقال حكاياته يضيق وقتي عن استيعابها فرحمة الله عليه ورضوانه توفي في جمادى الأولى من سنة تسع وستين وخمسمائة بهمذان.

[٢٨٥- الحسن بن علي بن الحسن الأنصاري أبو علي البطليوسي.]

روى صحيح مسلم عن أبي عبد الله الفراوي سمعه منه أبو عبد الله محمد بن اسماعيل بن أبي الصيف وقال هو شيخ صالح وسمعه منه أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف بن محمد البغدادي مع جده محمد بن علي


٢٨٥- راجع ترجمته في: تكملة إكمال الكمال ص/٢٧١، ذيل تاريخ بغداد للدبيثي ١٥/١٦٠، الأنساب ٢/٢٤١، الوافي بالوفيات ١٢/١٤٥، المختصر المحتاج إليه ١/٢٨٤، سير أعلام النبلاء ٢٠/٥١١.

<<  <   >  >>