للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعرفه مثله، وكان الفقهاء من سائر الطوائف إذا جلسوا معه استفادوا في مذاهبهم منه ما لم يكونوا عرفوه قبل ذلك، ولا يعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه ولا تكلم في علم من العلوم، سواء أكان من علوم الشرع أم غيرها إلا فاق فيه أهله، والمنسوبين إليه، وكانت له اليد الطولى في حسن التصنيف، وجودة العبارة والترتيب والتقسيم (١) والتبيين) (٢) .

وقال أيضاً فيه: (اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها) (٣) .

وكتب فيه قوله:

ماذا يقول الواصفون له ... وصفاته جلّت عن الحصر

هو حجة لله قاهرة ... هو بيننا أعجوبة الدهر

هو آية للخلق ظاهرة ... أنوارها أربت على الفجر (٤)

وقال ابن دقيق العيد رحمه الله (٥) :

(لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلاً العلوم كلها بين عينيه، يأخذ منها ما يريد، ويدع ما يريد) (٦) .


(١) في هذا رد على من قال بوجود الخلل في عبارة ابن تيمية بسبب الإيجاز، كما ذكر ذلك د. عمر فروخ في ابن تيمية المجتهد ص٩٢.
(٢) انظر: العقود الدرية لابن عبد الهادي ص٧ - ٨.
(٣) النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ٩/٢٧٢.
(٤) انظر: العقود الدرية لابن عبد الهادي ص٩، والذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب ٢/٣٩٢، وهذا الثناء من ابن الزملكاني على ابن تيمية كما يقول ابن كثير في البداية والنهاية ١٤/١٣٧ يمثل المرحلة الأولى من مراحل ابن الزملكاني مع ابن تيمية، فقد تغير عليه، فقد سافر سفره الذي مات فيه، وفي نيته أن يؤذي شيخ الإسلام ابن تيمية، والأعمال بالنيات، كما يذكر ذلك ابن كثير في البداية والنهاية ١٤/١٣٢ والله أعلم بالسرائر.
(٥) ابن دقيق العيد: محمد بن علي بن وهب القشيري المنفلوطي، أبو الفتح المعروف بابن دقيق العيد، صاحب التصانيف، ولي القضاء بمصر، ت سنة ٧٠٢هـ.

انظر في ترجمته: تذكرة الحفاظ للذهبي ٤/١٤٨١، الدرر الكامنة لابن حجر ٤/٢١٠، شذرات الذهب لابن العماد ٦/٥.
(٦) انظر: الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي ص١١١.

<<  <   >  >>