للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجد بوصل فدتك الروح يا أملي ... وارحم حشاء بنيران الجوى احترقا

وله مخمساً

قفا ننشد الأحباب علّ الندا يجدي ... بسفح اللوى والبان من علمي سعدي

وقولاً إذا ما هيمنت نسمة الرند ... ألا يا صبا نجد متى هجت من نجد

لقد زادني مسراك وجداً على وجدي

إذا ما وميض البرق لاح وأوضحا ... وأبدى حديث الشوق عني وصرحا

أهيم بذكراهم وجسمي قد انمحى ... وإن هتفت ورقاء في رونق الضحى

على فنن غض النبات من الرند

أحن إلى الأوطان من ذلك اللوى ... وقلبي بنار الهجر وجداً قد اكتوى

فأوّاه من وجدي ومن لوعة النوى ... بكيت فأبكاني الذي بي من الجوى

ومن شدة البلوى ومن ألم الفقد

أهيل الحمى ظهري لبعدكم انحنى ... نأيتم فبات القلب يشكو من الضنى

وقلتم بأن الصبر يعقبه المنى ... بكل تداوينا فلم يشف ما بنا

على أن قرب الدار خير من البعد

رحلنا عن الأوطان رحلة طامع ... وقلنا حداة العيس جدّوا بوالع

عسى ندرك المأمول من غير مانع ... على أن قرب الدار ليس بنافع

إذا كان من تهواه ليس بذي ودّ

ومن نثره وقد أرسل بها إلى بعض أصحابه لأمر اقتضى ذلك حرس الله تعالى جناب سيدنا نتيجة الزمان ومعدن الفضائل والعرفان ومحير أرباب اللسن بطلاقة اللسان والسالب برقة ألفاظه كل انسان الرفيق الكامل الذي تعقد على مثله الخناصر وتشد الأنامل من قلد جيد الزمان بالأيادي وأخرس بفصاحته سحبان وقسا الأيادي وأخجل سحب الغمام بالأيادي وأروي بمورده العذب كل صادي أما بعد فمتى غابت شمس الود حتى اكفهر ليل المقاطعة واسود ومتى تقشع سحاب المحبة حتى لم ينبت في رياضها حبه ومتى كان هذا الجرح حتى اندمل ومتى سل حسام المحاربة حتى كل وفل ولكن إذا كان المحب قليل الحظوظ فكل ما يبديه بعين السخط ملحوظ

إذا كان المحب قليل حظ ... فما حسناته إلا ذنوب

وعين الرضا عن كل عيب كليلة ... كما أن عين السخط تبدي المساويا

أما والذي أبكى وأضحك والذي ... أمات وأحيا والذي أمره الأمر

<<  <  ج: ص:  >  >>