للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجان أن لا يؤذوا أحداً من مريديه الذين أخذوا عنه أو عن ذريته بمشهد كان فيه السيد التافلاتي وغيره من المريدين وأفاد هو قدس سره أن إقامته هذه المدة في الديار الرومية كانت لأمور اقتضتها أحكام القدرة الألهية ولما ضاق صدره واشتاق إلى رؤية أهله توجه بمن معه إلى أسكدار في ثالث محرم سنة تسع وثلاثين وسار على طريق البر فدخل حلب الشهباء في صفر ونزل الخسروية مجاوراً للشيخ أحمد البني ثم في ثاني شهر ربيع الأول توجه قاصداً للعراق لزيارة سكانه ووصل إلى بغداد في آخر جمادي الأولى ونزل في التكية القادرية ملازماً ومشاهداً تلك الأنوار والأطوار القادرية ولم يدع مزاراً إلا وزاره ولا ما يتبرك به إلا أحل به قراره وجاءه في أثناء ذلك مكتوب من شيخه الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي يحثه فيه على العود للديار الشامية لأجل والدته فهم على المسير وفي أوائل صفر الخير عزم على العود إلى المنازل الشامية وفي الثاني والعشرين منه وصل إلى الموصل ومنها دخل إلى حلب ونزل في الخسروية في خلوة الشيخ أحمد البني وكان يقيم فيها الأذكار ويحضر ورد السحر ما يفوق على الخمسين بمقدار وفي ثامن شوال توجه منها إلى دمشق فوصلها ونزل في دار الشيخ إسمعيل العجلوني الجراحي وبعد مدة أيام الضيافة نزل حجرته في المدرسة الباذرائية وبعد برهة زار الأستاذ الشيخ عبد الغني فرآه يقرأ في التدبيرات الألهية ولم تطل إقامته بها بل

شمر عن ساعد الهمة إلى الأراضي المقدسة ذات الابتسام فرحل متوجهاً إلى أراضي القاع العزيزي وبلاد صفد وفي أوائل ذي الحجة سنة أربعين ومائة وألف ولد له شيخنا السيد محمد كمال الدين وأرخ مولده صاحب الترجمة بقولهن ساعد الهمة إلى الأراضي المقدسة ذات الابتسام فرحل متوجهاً إلى أراضي القاع العزيزي وبلاد صفد وفي أوائل ذي الحجة سنة أربعين ومائة وألف ولد له شيخنا السيد محمد كمال الدين وأرخ مولده صاحب الترجمة بقوله

في ليلة الجمعة من أنصافها ... ثالث شعبان أتى غلام

وفيه بشرت قبيل ما أتى ... وبعده فسرّني الانعام

ختام مسك قد حواه يفتدي ... فأرخوا محمد ختام

سنة ١١٤٠ ٧ ٩٢ ١٠٤١

وأقام في القدس المشرفة يتنقل من زيارة إلى أخرى مطرفة وهو في تأليف وتصنيف وارشاد إلى رب العباد إلى أن دخل شوال سنة خمس وأربعين فعزم على الحج المبرور وتوجه مع رفقائه وأجلهم حسن بن الشيخ مقلد الجيوشي شيخ ناحية بني صعب في جبال نابلس إلى منزلة المزيريب ومنها إلى مدينة الرسول فنال أسنى مراد ومأمول ثم إلى مكة المشرفة وقضى مناسك الحج وعاد صحبة الحج الشامي وصحبه إلى القدس الفاضل العالم الشيخ محمد ابن أحمد الحلبي المكتبي ومكث عنده نحو أربعين يوماً وأدخله إلى الخلوات وأفاض عليه كامل الثبات وكان لقنه بعض أسماء الطريق ثم أتمها هناك وأجاز له بالبيعة للغير وأقامه خليفة يدعو إلى الله وفي سنة ثمان وأربعين ومائة وألف سار قاصداً للبلاد الرومية

<<  <  ج: ص:  >  >>