للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولي قضاء حلب فورد إليها وبعد العز أعطى قضاء مصر وذلك سنة سبع وثمانين ومائة وألف فارتحل إليها ثم في تلك الأيام صار مفتياً بالدولة العثمانية قريبه مصطفى بن محمد الدري فأعطاه رتبة قضاء مكة المكرمة ترفيعاً لمقامه وقدره ولما ارتحلت لدار السلطنة قسطنطينية سنة اثنتين وتسعين ومائة اجتمعت به أي المترجم في داره ثم شرفني بالزيارة لداري وحصل بيني وبينه كمال المحبة والاتحاد لمودة سابقة لأن أسلافه من معتقدي الجد الأستاذ الشيخ محمد مراد بن علي البخاري قدس سره وبينهم محبة ورابطة وثيقة العرى ونحن وإياهم من ذلك العهد القديم متحابون مستقيمون على الصداقة والوداد وكان رحمه الله كلما اجتمعت به ودارت بيننا أكواب المطارحة والمسامرة يثني على الأسلاف ويمدح ويرتع في رياض أوصافهم ويمرح وكنت أشاهد منه محبة ما شابها رياء ولا محاباة ولما قدر الله تعالى وارتحلت ثانياً لدار السلطنة المذكورة سنة سبع وتسعين بعد المائة اجتمعت به وكان منفصلاً عن قضاء دار السلطنة قسطنطينية وكان ولي القضاء بها قبل العام هذا بثلاث سنين واجتهد في تنظيم أسعار البلدة المذكورة مع التفحص التام على البيع والشراء لأجل رخص الأسعار وإزالة المحتكرين وغيرهم فحمدت الناس قيامه في ذلك وأحكامه وشكرت صنيعه ووصل خبره للسلطان والوزير الصدر السلحدار محمد باشا وألبسه الخلعة السمور بالديوان السلطاني تكريماً له وتوقيراً وحين اجتمعت به رأيت من الملاطفة ما زاد عن الحد وكان جسوراً غيوراً نبيهاً نبيلاً عارفاً ببعض الفنون معتقداً للأولياء والصلحاء حسن الملاطفة والعشرة ولم يزل على حالته إلى أن مات وكانت وفاته مطعوناً وأنا في دار السلطنة المذكورة في ليلة الجمعة رابع عشري رمضان سنة سبع وتسعين ومائة وألف ودفن بالتربة التي خارج باب أدرنة بالقرب من قبر شيخ الإسلام مصطفى ابن محمد الدري رحمهما الله تعالى

[نعمان الحنفي الخواجكان]

ابن محمد الحنفي الادرنوي نزيل قسطنطينية المعروف بالخواجكان ورئيس الكتاب في الدولة العثمانية كان عارفاً أديباً كاتباً متقناً ماهراً بالخطوط وتوقيع المناشير السلطانية والأوامر الخاقانية مع مراعاة القوانين المطابقة للشريعة قدم دار السلطنة قسطنطينية وأخذ بها الخطوط والكتابة عن الأستاذ عبد الله يدي قللي الكاتب المقدم ذكره وغيره وبرع في الأقلام جميعاً وأتقنها بأنواعها على طرائقها وسلك طريق الكتاب في الديوان العثماني واشتهر أمره وصار كاتب الديوان المذكور وتذكرجي ثاني ثم صار كاتب أوجاق العسكر الجديد توفرت حرمته وعلا قدره وازداد وجاهة حتى صار رئيس الكتاب إلى أن مات وكانت وفاته يوم الثلاثاء عاشر شوال سنة ثمانين ومائة وألف والادرنوي نسبة إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>