للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بافادة العلوم وانتهت إليه رياسة الفقه في وقته حتى قال الشيخ أبو حسن السندي الكبير يوم موته اليوم مات فقه أبي حنيفة أرسل إليه العلامة شيخ الاسلام السيد فيض الله أفندي مفتي الروم وهو ابن خال أبيه إبراهيم أفندي منصب افتاء المدينة المنورة بعد أن ردها عليه أخوه علي أفندي فلم يظهرها حياء من أخيه المذكور واستمر المنصب عليه ثلاث سنوات ثم كتب إلى شيخ الاسلام المذكور يستعفيه منها وترجى عنده أن يردها إلى صاحبها الأول السيد أسعد أفندي الأسكداري ففعل وتولى القضاء نيابة فاتفق إنه توفي القاضي في تلك السنة فكتب إلى الدولة العلية فوجهوا إليه نصف السنة بطريق الأصالة حيث كان في سلكهم والمدينة إذ ذاك من المخارج الثمان قبل الترفيع وصار يكتب في امضائه القاضي بالمدينة المنورة وكان وجيهاً معظماً في أعين الناس كشافاً للمشكلات حلالاً للمعضلات ولم أقف على مشايخه وله من التآليف شرح على مشكاة المصابيح في ثلاث مجلدات كبار سماه هدية الصبيح شرح مشكاة المصابيح وشرحاً على ملتقى الأبحر في مجلدين وله عدة رسائل منها رسالة في كراهة اقتداء الحنفي بالشافعي توفي بالمدينة المنورة في الثالث عشر من شوال سنة أربع وثلاثين ومائة وألف رحمه الله تعالى ودفن عند قبة سيدنا إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[يوسف القباقبي]

ابن محمد بن تاج الدين بن محمد بن أحمد بن زكي الدين المعروف بالقباقبي الدمشقي الخزرجي الشافعي البارع الأديب الشاعر النبيل هو بعلي الأصل وجده وأقرباؤه كلهم من التجار بدمشق لكن عمه الشيخ أبو السعود كان من الفضلاء المنوه بهم ودرس بالجامع الأموي وترجمه الأمين المحبي في تاريخه وأما صاحب الترجمة فإنه كان من الأدباء ترجمه الأمين المذكور في ذيل نفحته وقال في وصفه نسيج وحده في الفضائل الجلائل وعليه من الثناء برد من رقيق الغلائل فروض أدبه صفا لمن ورد إليه بظل ظليل ضفا برد برده على عطف نسمات سرين إليه وهو الآن متخل عن التعلق بالعلائق متخلق بأحسن ما يتخلق به من الخلائق يبين المخلف من الصيب ويميز الخبيث من الطيب فهو مخلى بسكون وهدو مظنة فائدة في رواح وغدو إلى منطق تزدري عذوبته بالرضاب وطلاقة كما راق الفريد القرضاب وفيه للطافة شواهد تزف منها للمنى أبكار نواهد وشعره در من بحور نظم عقوداً في نحور ذكرت منه ما يلذ للطبع لذة الماء يشرب من أصل النبع وذكر له هذين البيتين لا غير وهما قوله

أكرم الأكرمين أنت الهى ... وشفيع الأنام أكرم خلقك

أأرى بين أكرمين مضاماً ... أو مضاعاً حاشى الوفاء وحقك

<<  <  ج: ص:  >  >>