للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت وأخبرني بعض الأصحاب إن لهذين البيتين نكتة وهي إن صاحب الترجمة تقلبت به الأحوال وضاق عيشه بعدما كان من ذوي الدنيا كما تقدم حتى صار كاتباً في بعض طواحين دمشق فتفكر يوماً من الأيام بحاله وما جرى له ونظم هذين البيتين المتقدم ذكرهما فما مضى على ذلك ساعتان إلا ورجل مقبل عليه ينادي باسمه فنهض قائماً إليه وقال له ما مرادك قال مرادي أنت أن تجيب إلى فلان يعني أحد تجار الشام فذهب معه إليه فلما رآه استقبله بغاية الاكرام والابتسام وأخبره إن أحد أولاد عمه بمصر مات وانحصر إرثه فيه وخلف أموالاً عظيمة ودفعوا له المكاتيب المصرحة بذلك فجد للسفر إلى مصر ورجع منها إلى الشام في تجارة عظيمة على عادته التي كان عليها وكانت وفاته في أواخر سنة سبع عشرة ومائة وألف رحمه الله تعالى.

[يوسف الحفني]

ابن سالم بن أحمد الشافعي القاهري الشهير بالحفني الشيخ الامام العالم العلامة الحبر البحر النحرير الفهامة الأديب الشاعر البارع المفنن أبو الفضل جمال الدين كان عديم النظير في الحفظ وحسن التقرير مع التحقيق الباهر للعقول والتدقيق المشتمل على أصول وفصول أخذ عن جماعة من العلماء وشارك أخاه في معظم شيوخه منهم أبو حامد محمد بن محمد البديري ومحمد بن عبد الله السجلماسي وعيد بن علي النمرسي ومصطفى بن أحمد العزيزي والشمس محمد بن إبراهيم الزيادي الحنفي وامام المعقولات علي بن مصطفى السيواسي والجمال عبد الله الشبراوي والشهابان أحمد الجوهري وأحمد الملوي والسيد محمد البليدي وأخو المترجم النجم محمد الحفني وأخذ الطريقة الخلوتية عن القطب مصطفى ابن كمال الدين البكري وعن غيرهم وبرع وفضل وسما قدره ونبل ودرس بالجامع الأزهر والمدرسة الطبرسية ولما توفي العلامة عبد الله الشبراوي شيخ الجامع الأزهر وصار أخو المترجم مكانه وكل صاحب الترجمة في التدريس عنه وكان الشبراوي قد وصل في تدريسه في تفسير البيضاوي إلى سورة عم فشرع المترجم من السورة المرقومة بتحقيق بهر العقول وأعجب الفحول مع القاء ما عليه من منقول ومعقول وألف مؤلفات دقيقة وتحريرات أنيقة منها الحاشية الحافلة على شرح الألفية للأشموني وحاشية على شرح الخزرجية لشيخ الاسلام زكريا وشرحان على شرح آداب البحث للمنلا حنفي وشرح على شرح العصام للاستعارات وشرح التحرير في الفقه وله رسالة في علم الآداب وشرحها ونظم البحور المهملة في العروض وشرحها وديوان شعر مشهور وغير ذلك وكان رحمه الله تعالى من الرقة واللطافة على جانب عظيم وسعة من الحفظ والتفهيم يقرئ

<<  <  ج: ص:  >  >>