للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملاذ أولي الحاجات كعبه قاصد ... عماد الهدى ركن الفضائل حأويها

هو المطمح الأسنى الذي طاب ذكره ... وطود المعالي والسيادة عاليها

له في الورى آيات مجد وسؤدد ... بها تزدهي الأيام والدهر يمليها

أمولاي يا فرد الدهور وعزها ... ويا خير من شاد المعالي وبانيها

إلى بابك الأحمى أبث قوافيها ... تنوب عن التقبيل للذيل أهديها

إليك لقد وافت بثوب خجالة ... نسيجة فكر تزدهي فيكم تيها

تهنيك فيما نلت من رتب العلا ... منازلها شمس الضحى ليس تحكيها

فأنت بدار الملك قطب مدارها ... وأنت بها غوث العفاة لأهليها

واعذار عبد أثقل الدهر ظهره ... بجم خطوب ليس يحصى تواليها

ودم راقيا أوج المعالي مؤيدا ... وذكرك في داني الديار وقاصيها

بعز واقبال وسعد ورفعة ... إلى رتبة فوق الشر يا معاليها

مدى الدهر ما غنت سويجعة الربا ... واطرب بالإنشاء للنوق حاديها

[إبراهيم الأطلسي]

إبراهيم بن علي بن حسين الأطلسي المحتد الحمصي الحنفي برهان الدين الشيخ العالم الفقيه الفاضل الإمام العمدة الكامل ولد سنة اثنتين وعشرين وألف ومائة وقرأ القرآن العظيم ومقدمات العلوم وارتحل إلى مصر واشتغل بالأخذ والقراءة على أجلائها واستقام بأزهرها أعواماً حتى برع ومهر وأجاز له شيوخه بالافتاء والتدريس وقدم حمص بلدته ودرس بها وأفتى وأقبل عليه أهلها أيام الوزير عثمان بن عبد الله نائب دمشق وكان من مشاهير فقهاء وقته وفضلاء عصره اجتمعت به بمجلس والدي وسمعت من فوائده ثم تقلبت به الأحوال وجرت له أمور أوجبت تكديره وتغريبه أجل أسبابها شراسة خلقه وكثرة طيشه فدخل حلب وقسطنطينية وفي آخر أمره رسم له بفتوى الحنفية بطرابلس الشام فدخلها وأفتى بها حتى مات وبالجملة فقد كان خاتمة فقهاء بلدته الذين رأيتهم واجتمعت بهم وكأنت وفاته بطرابلس سنة ست وتسعين ومائة وألف

[إبراهيم الرومي]

إبراهيم بن علي الحنفي الرومي رئيس طائفة الجند المعروفين بالعربجية في الدولة

<<  <  ج: ص:  >  >>