للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القادرية عن السيد يس الكيلاني الحموي نزيل دمشق ولما قدم دمشق العالم الشيخ عبد الرحمن بن مصطفى البكفلوني الحلبي حين عوده من المدينة المنورة بعد مجأورته بها اصطحبه وأخذ عنه وقرأ عليه وكتب له ثبته بخطه وأجازه بجميع مروياته وكأنت مدة صحبته معه ست سنوات وأيضاً لما قدم دمشق المحدث الشيخ محمد عقيلة المكي قرأ عليه وخدمه مدة اقامته بدمشق ولما حج إلى بيت الله الحرام المترجم اجتمع بالمذكور ثمت في داره بمكة وأجازه بجميع مروياته ثم اشتهر بالتصوف وعلم الحقيقة ودرس في زأويته تجاه الشيخ محمد الحميري رضي الله عنه في ميدان الحصا وصار يقيم الذكر في مدرسة الوزير إسماعيل باشا العظم التي بناها في سوق الخياطين بالقرب من المحكمة وألف وصنف ومن تأليفه شرح قصيدة أبي الحسن الششتري ومنها الفوائد المستجادات الشرعية وملخص علوم الفتوحات المكية ومنها شرح مختصر الرسالة العظيمة المسماة بذخيرة الاسلام ومنها ترجمة مختصرة في بيان سنة تلقين الذكر ومنها الفتوحات الربانية في شرح التدبيرات الآلهية ومنها الهداية والتوفيق في سلوك آداب الطريق ومنها السهام الرشيقة في قلوب الناهين عن علم الحقيقة ومنها كشف الأسرار في حل خيال الايزار ومنها ديوان شعره الذي سماه فتح الملك الجواد في نظم الحقائق ومدح الأسياد وقد أطلعت عليه فرأيته ديواناً كبيراً والأغلب فيه بل كله على لسان القوم وقد ذكر به أشياء عام فيها أي عوم وقد تصفحت أغلبه وكان من أحباب جدي ووالدي ومتردديهما ومن شعره قوله

لنا العلم والتحقيق والمورد الأصفى ... وأرواحنا بالأمر والأمر لا يخفى

ونحن على العهد القديم ولم نزل ... ومن يبتغي التبديل لا يأمن الحتفا

تجلى علينا الله بالوصف ظاهراً ... وبالحلم والاحسان جادلنا كشفا

سلكنا به أوج العلى وقلوبنا ... على الصدق والايمان لم تألف الخلفا

وفيه تركنا المزج من كل مازج ... فطاب شراب الوصل منه لنا صرفا

ومنه رأينا الوجه فينا بنوره ... ولولاه ما كنا وجوداً ولا وصفا

ولولاه ما بعنا النفوس بحبه ... ولولاه ما نلنا المسرة والألفا

سقانا من التحقيق عذباً مقدساً ... لديه فؤاد الصب يشربه لطفا

هو العلم علم الدين دين محمد ... هو النور نور الله قد جل أن يطفى

وما عندنا شك بعلم لظاهر ... هو الحكم بالمنصوص فالحكم لا ينفى

ولكن لدينا السر فيه قلوبنا ... تطير من الأكوان للحضرة الزلفى

<<  <  ج: ص:  >  >>