للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أن يكون في أحد الدائرتين أما دائرة الرحمة أو دائرة الحكمة فمن كان اليوم في دائرة الرحمة كان غدا في دائرة الفضل ومن كان اليوم في دائرة الحكمة كان غداً في دائرة العدل ما ترك من الكمال شيئاً من أقام بنفسه لربه مقام عبده من نفسه النائم يوقظ والغافل يذكر ومن لم يجد فيه التذكير ولا التنبيه فهو ميت انما تنفع الموعظة من أقبل عليها بقلبه وما يتذكر إلا من ينيب كيف يكون من المؤمنين من يرضي المخلوقين بسخط رب العالمين وهو نحو كراس قال الملتقط وقد زاد عليه كثيراً وهو إلى الآن إذا حدث شيء زاده فيه انتهى وله وصايا نافعة في طريق القوم مشهورة وله ديوان عظيم المقدار ومن نظمه القصيدة التي خمسها صاحبنا الشيخ حسين بن محمد بأفضل التي مطلعها

يا زائري حين لا واش من البشر ... والليل يحضر في برد من السحر

فقلت يا غاية الآمال ما سبقت ... منك المواعيد في التقريب بالخبر

ولو بعثت خيالاً منك تأمرني ... بالسعي نحوك لأستبشرت بالظفر

فكيف إن جئت يا سؤلي ويا أملي ... فالحمد لله ذا فوز بلا خطر

ما كنت أحسب إني منك مقترب ... لما لدي من الأوزار يا وزري

حتى دنوت وصار الوصل يجمعنا ... والسر منك ومني غير مستتر

عن الكثيب من الوادي سقاه حياً ... من الغمام مدى الأصال والبكر

وله قصيدة تائية على وزن قصيدة ابن الفارض أولها

بعثت لجيران العقيق تحيتي ... وأودعتها ريح الصباحين هبت

سحيراً وقد مرت علي فحركت ... فؤادي كتحريك الغصون الرطيبة

وأهدت لروحي نفحة عنبرية ... من الحي فاشتاقت لقرب الأحبة

وهي طويلة وله شعر كثير وله كرامات كثيرة منها أن أحد تلامذته وهو الشيخ حسين بن محمد بأفضل كان مع صاحب الترجمة حين حج واتفق إنه لما وصل إلى المدينة مرض مرضاً أشرف فيه على الموت وكشف السيد المترجم إن حياة الشيخ حسين قد انقضت فجمع جماعة من أصحابه واستوهب من كل واحد منهم شيئاً من عمره فأول من وهبه السيد عمر أمين فقال وهبته من عمري ثمانية عشر يوماً فسئل عن ذلك فقال مدة السفر من طيبة إلى مكة اثنا عشر يوماً وستة أيام للاقامة بها ولأنها عدة اسمه تعالى حي ووهبه الآخرون شيئاً من أعمارهم وكذلك صاحب الترجمة وهب له من عمره فجمع ذلك وكتبه في ورقة وتوجه به إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وسأله الشفاعة في ذلك وحصل له أمر عظيم ثم انصرف وهو مشروح الصدر قائلاً

<<  <  ج: ص:  >  >>