للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحيب ويوسع لهم الحباء ويمنحهم التقريب وهو يكسو العاري ويطعم الجائع وأرفدهم بذلك بمزيد الاجتهاد من الاكرام وكان نزيل ساحته ومسافره إذ ذاك الفاضل الأديب الشيخ محمداً أبا النصر الطرابلسي فقال يمدحه حاكياً هذه القضية بقوله

بشراك بالاسعاف والاسعاد ... والعز والاقبال والامداد

يا سيداً قد حاز كل فضيلة ... يا كوكباً لذوي الحوائج هادي

مولاي بل مولى الأنام لطائفاً ... أحرزتها من غير ما ميعاد

قد قمت لله العليّ جلاله ... حق القيام على مدى الآماد

ومنحت وفد الله خير منائح ... وحبوتهم وشفيت غلة صادي

ورحمت رغبتهم بأنس زائد ... وأزلت عنهم وحشة الأبعاد

وأنلتهم لأجل ما قد أملوا ... فأغثتهم يا مأمل القصاد

فغدوا وكل شاكر لك حامد ... مثن عليك وقد منحت أيادي

لكم لقد رفعوا أكفاً بالدعا ... يا ربنا كن عونه يا هادي

وأعذه يا رباه من شر العدا ... وأكفه شرار الخلق والحساد

فأشكر على ما قد رزقت من العطا ... فالشكر للنعماء أفضل زاد

وأعلم بأنك قد بلغت مطالباً ... من غير ما عزم ولا استعداد

فأبشر وطب واهنأ بعز شامخ ... لا زلت تمنح غادياً مع بادي

وأرق العلى أبدا على رغم العدا ... مع سائر الأحباب والأولاد

ما غرّدت قمرية في دوحها ... تشدو فتطرب رائحاً مع غادي

وامتدح بقصائد وأبيات كثيرة وممن امتدحه الشيخ سعيد بن محمد السمان الدمشقي فقال من قصيدة يهنئه فيها بزفاف ولديه ومطلعها

إن المعالي والسيادة والمنن ... والمجد والاجلال والخلق الحسن

نيطت بآل البيت من سادوا الورى ... شرفاً وشادوا في العلى أقوى سنن

وتملكوا الأعناق بالجود الذي ... يزري بودق الساريات إذ أهتن

وسموا السماك بلا مدان وارتدوا ... أزر التقى وتقلدوا سيف الفطن

وتمنعوا عما يشين وأوسعوا ... بشرى لمن في ظل جاههم قطن

وبجدهم نالوا الفخار وما ارتضوا ... زهر النجوم بأن تكون لهم سكن

فهم الأولى لا شك نستسقي بهم ... غيث الغمام إذا بنا ضاق العطن

<<  <  ج: ص:  >  >>