للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن جهلهم راموا الحساب فنوقشوا ... ومذ عاينوا حد الحساب تندموا

فوالله ما أدري جنون أصابهم ... أم أعمارهم قدر أم أبليس يصرم

إذا بعلبك قد تعدى سفيهها ... فصالح هذا العصر للظلم يهدم

همام له مجد تسامى بذكره ... وحكم بانصاف إذا رام يحكم

تطوق بالفخر الجميل تطوقاً ... وطوق بالأصفاد من كان يظلم

فمن أين في مصر كمثل جنابه ... عفو حليم راحم يترحم

حقيق ولاة الأمر من رام خلفها ... فهيهات من حد المهند يسلم

فيا أهل بعل ما رعيتم لنعمة ... وأظهرتم الطغيان لما عصيتمو

بغيتم فجوزيتم وأضحى شقيكم ... على الأرض ملقى والنوادب تلطم

فهذا جزا من كان في طيب نعمة ... ولم يرعها بالشكر لا بد يندم

فهل دبب الأطلال تقهر قسوراً ... وقط الفلا غاب الغضنفر يهجم

فهذا الذي قد صار منكم جهالة ... عصيتم ولي الأمر لم لا أطعتم

أما عندكم علم بشدة بأسه ... وعن قتله العربان لم لا سألتم

فوقعتهم قد شاع في الكون ذكرها ... وقصتهم في الناس تروى وتفهم

أيا وقعة قد صال فيها على العدا ... رأينا روس القوم للأرض ترجم

ولما رأى العربان فتك حسامه ... فولوا حيارى والهزيمة مغنم

ولما انتهى من حربهم وقتالهم ... وكان الذي قد كان منه ومنهم

بنى في فلسطين الرؤس صوامعاً ... فهل هذه الأخبار ضلت عليكم

ففي كل أرض قد تناقل ذكرها ... وكم شاعر أضحى بها يترنم

إذا العرب قد ذلت وماتت بحسرة ... فمن أنتم حتى على الشر تعزموا

وتعصوا ولي الأمر عمداً بجهلكم ... ولم تدروا إن البغي للمرء يقصم

فيا أهل بعل لا تلوموا لصالح ... وأنفسكم لوموا على ما فعلتم

وتوبوا إلى الله الكريم وخالفوا ... هوى النفس إن رمتم من القتل تسلموا

أيا واحداً في العصر كلم لمن بغى ... وعند سواه في الحقيقة مرهم

فإن جميل الحلم في البعض ضائع ... ومن كان ذا جهل له البطش أقدم

فدم سالماً صدراً كريماً مؤيداً ... وضدك في نحس وللنحس أنجم

ولم يصلني من شعره سوى هذه القصيدة وكان حج ففي العود حصلت له الغرقة المشهورة في زمن الوزير سليمان باشا العظم والي الشام وأمير الحاج للحجاج وذلك في سنة أربع وخمسين ومائة وألف فغرق المترجم مع من غرق بما معه من كتب

<<  <  ج: ص:  >  >>