للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتب للمولى خليل الصديقي مهنياً له برمضان بقوله

إني أهنيك يا كهف الفضائل في ... قدوم شهر صيام كان محترماً

لا زلت في نعمة فيه ترى أبداً ... مثل الثريا يجمع الشمل منتظما

وكتب له

إني أهنيك خدن الجود والكرم ... وبدر أفق سماء المجد والنعم

بخير مقدم صوم لا برحت به ... في صحة لا نراك الدهر في سقم

فأجابه المولى المذكور بقوله

إني أعيذك بالرحمن من حسد ... يا من تسربل بالأفضال والكرم

حيث القلائد في شعر أتيت به ... فالبحر لا غرو يلقى الدر في الظلم

شبهت سوداء قلبي بالظلام إذا ... والبحر ذاتك تهدي جوهر الكلم

لا زلت ترفل يا مولاي في دعة ... مشمولة ببقاء السعد والنعم

ثم كتب له مهنياً بشفاء من علة تشكاها بقوله

قالوا توهم سيدي من خله ... ألماً لداع لا يفي بتألم

فأجبتهم لا والذي رفع السما ... ك على البرية لست بالمتألم

فأجابه المترجم بقوله

أسليل من في الغار كان الصاحب ... المختار للمختار خير مقدم

أنا لست ممن شيب صفو وداده ... بقذى تصور جفوة وتألم

ومرآة اخلاصي لكم ما شأنها ... كدر الظنون ولا غبار توهم

وشريف قلبك شاهد عدل على ... ما ادعى فأحكم بصدق وأسلم

وكتب المذكور الصديقي المترجم أيضاً

أيا زهرة الآداب يا نجل سادة ... بهم حسنت أوصاف ذي الرأي والمجد

لقد نلت ألطافاً وحزت معارفاً ... وفهت بأبيات كما الدر في العقد

فلا زلت تهدي السمع منا جواهراً ... بلطف نظام فقت فيه أبا الورد

ودمت مدى الأزمان ما ناح بلبل ... وما زالت الأزهار مصبوغة البرد

فأجابه بقوله

أمولاي يا ركن العالي ومن سما ... محلاً سما فوق السماكين بالجد

ومن عنه يروى المجد كل فضيلة ... إذا تليت لم تحصها ألسن الحمد

ومن طوق الأعناق منا مكارماً ... كما قلد الأسماع من ذر ما يبدي

إليك لقد أهديت يا أوحد الدنا ... قلائد أبيات تفوق على العد

<<  <  ج: ص:  >  >>