للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٦٠- قال: ((حدثنا أبو النعمان، حدثنا جرير بن حازم، عن الحسن، حدثنا عمرو بن تغلب، قال: أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – مال فأعطى قوما، ومنع آخرين، فبلغه أنهم عتبوا، فقال: ((إني أعطي الرجل، وأدع الرجل، والذي أدع أحب إلي من الذي أعطي، أعطي أقواما لما في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكل أقواما إلى ما جعل الله في قلوبهم من الغنى والخير، منهم عمرو بن تغلب، فقال عمرو: ما أحب أن لي بكلمة النبي - صلى الله عليه وسلم – حمر النعم)) .

عمرو بن تغلب، النمري، من النمر بن قاسط، ويقال: العبدي، من عبد القيس من أهل جواثا، قرية من قرى البحرين، صحابي جليل القدر.

روى عنه الحسن البصري، ولم يرو عنه غيره، فيما قاله غير واحد.

وقال ابن عبد البر: روى عنه أيضا الحكم بن الأعرج، وعداده في أهل البصرة، وهو كغيره من كثير من الصحابة الذين لم تعرف أخبارهم، ولم تدون مآثرهم، فعليهم رضوان الله ورحمته أجمعهم)) (١) .

قوله: ((أتي النبي - صلى الله عليه وسلم- مال)) الخ، هذا المال إما من الخمس الذي أفاءه الله على رسوله، أو من الغنائم، أو من الزكاة.

وفي الرواية التي ذكرها البخاري في الجمعة: ((أتى بمال، أو سبي)) (٢) .

وكانت سنته - صلى الله عليه وسلم - أنه إذا جاءه شيء من المال وزعه في مصالح الإسلام ولا يدخر شيئا، ومن المصالح: إعطاؤه من لم يتمكن الإسلام من قلوبهم، فيؤثروا


(١) انظر ((تهذيب الكمال)) (٢/١٠٢٧) مخطوط، ورجال البخاري للكلاباذي (٢/٥٣٧) .
(٢) انظر ((الفتح)) (٢/٤٠٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>