للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتح مكة فيه، وقراءته صلى الله عليه وسلم سورة الفتح في ذلك اليوم يدل على أن فتح مكة داخل في قوله: {إِنَّا فَتَحنَا لَكَ فَتحَاً مُبِيناً} .

((فرجع فيها)) بتشديد الجيم، أي: ردد الصوت في حلقه، وجهر به مكررا بعد إخفائه.

قال المؤلف في فضائل القرآن: ((باب الترجيع، ثم ذكر هذا الحديث – وفيه – قال: رأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقرأ، وهو على ناقته – أو جمله – وهي تسير به، وهو يقرأ سورة الفتح – أو من سورة الفتح، قراءة لينة، يقرأ وهو يرجع)) (١) .

قال الحافظ ابن كثير: الترجيع هو: الترديد في الصوت، كما جاء أنه يقول: آآ آ، وكأن ذلك صدر من حركة الدابة تحته، فدل على جواز التلاوة عليها، وإن أفضى إلى ذلك، ولا يكون ذلك من باب الزيادة في الحرف، بل هو مغتفر للحاجة، كما يصلي على الدابة حيث توجهت به مع إمكان تأخير ذلك والصلاة إلى القبلة)) (٢) .

والصواب أنه قصد الترجيع، وليس ذلك من حركة الدابة كما زعم ابن كثير، وكثيرا ما كان - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في أسفاره، ولم يذكر ذلك عنه إلا في هذه الواقعة، فدل على قصده ذلك.

قال الحافظ: ((الترجيع: هو تقارب ضروب الحركات في القراءة، وأصله الترديد، وترجيع الصوت، ترديده في الحلق، وقد فسره بقوله: آء آء آء، ثلاث مرات، بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة، ثم همزة أخرى.

قالوا: يحتمل أمرين: أحدهما: أن ذلك حدث من هز الناقة.

والآخر: أنه أشبع المد في موضعه فحدث ذلك، وهذا أقرب، لأنه قال:


(١) انظر ((الفتح)) (٩/٩٢) و (١٣/٥١٥) .
(٢) ((فضائل القرآن)) في آخره ((تفسير ابن كثير)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>