للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٠-قال: " حدثنا سعيد بن سليمان، عن ابن المبارك، عن موسى بن عقبة، عن سالم، عن عبد الله، قال: " أكثر ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحلف: لا، ومقلب القلوب".

ذكر البخاري - رحمه الله - هذا الحديث في كتاب القدر، بلفظ: " كثيراً ما كان النبي-صلى الله عليه وسلم- يحلف" لا، ومقلب القلوب" (١) .

وذكر عن ابن عمر - أيضاً -: " كانت يمين النبي -صلى الله عليه وسلم- لا، ومقلب القلوب" (٢) .

وفي رواية ابن ماجه: " كان أكثر أيمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا، ومصرف القلوب" (٣) .

قال الحافظ: " في هذا الحديث دليل على أن أعمال القلب، من الإرادات والدواعي وسائر الأعراض، بخلق الله -تعالى- وفيه جواز تسمية الله -تعالى- بما ثبت من صفاته على الوجه الذي يليق به" (٤) .

ففي هذا الحديث، وما هو نحوه من الدلائل، أن الله -تعالى- هو الذي يتولى قلوب العباد يصرفها كيف يشاء، وهذا من تمام ملكه، فلا ينازعه أحد في التدبير والتصرف، ولا يقع في الوجود إلا ما أراده، وبهذا يعلم مدى حاجة العبد إلى ربه، وأنه لا غنى له عنه طرفة عين، فلا بد له من هدايته وتوفيقه، وإلا ضل


(١) انظر: " البخاري مع الفتح" (١١/٥١٣) .
(٢) انظر: المرجع السابق (ص٥٢٣) .
(٣) انظر: " سنن ابن ماجه" (١/٦٧٧) رقم (٢٠٩٢) .
(٤) "فتح الباري" (١١/٥٢٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>