للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا} (١) .

وقوله: {قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللهُ إِن شَاءَ} (٢) .

وقوله: {فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ} (٣) . فليس في هذا النظم إشعار بأن المأتي به ظرف للفاعل, ولا أنه فوقه, أو في جوفه, أو غير ذلك من المعاني التي يدل عليها لفظ ((في)) ولذلك لا تصلح أن توضع ((في)) موضع الباء في هذا الاستعمال, فلا تقول: ((عسى الله أن يأتيني فيهم)) ((إنما يأتيكم فيه الله)) .

وأما قوله: {فَلَنَأتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ} , فإذا كان هو الذاهب بالجنود, فإنه يصح أن يقول ((فلنأتينهم في جنود)) وإلا لم يصح, وهذا من المشهور في اللغة يعرفه عامة علماء اللغة.

فلذلك صار هذا التأويل تحريفاً لكلام الله, وكلام رسوله, فإن قوله – تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ} (٤) , لا يصلح أن يراد به أنه يرسل ذلك، ولا يأتي هو.

ثم قال: ((الوجه الثالث)) : أن قوله: ((فيأتي الله في صورته التي يعرفون)) وقوله: ((فيأتيهم الله في صورة غير صورته)) .

وقوله: ((أتاهم رب العالمين في أدني صورة من التي رأوه فيها أول مرة)) .

وقوله: ((في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة)) ، ونحو ذلك،


(١) الآية ٨٣ من سورة يوسف عليه السلام.
(٢) الآية ٣٣ من سورة هود عليه السلام.
(٣) الآية ٣٧ من سورة النمل.
(٤) الآية ٢١٠ من سورة البقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>