للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال تعالى: {وَالطَّيرَ مَحشُوَرَةً كُلُ لَّهُ أَوَّابُُ} ، {وَإِذَا الوُحُوشُ حُشِرَتْ} ، {وَإِذَا حُشِرَ النَاسُ} ، {فَسَيَحَشُرُهُم إِلَيهِ جَمِيعًا} وسمي يوم القيامة: يوم الحشر، كما سمي يوم البعث، ويوم النشر)) (١) .

لأن الله – تعالى – يحيي كل من مات من خلقه، فيجمعهم في مكان واحد ليحاسبهم، فيجزيهم بعملهم.

قوله: ((فيناديهم بصوت)) النداء لا يكون إلا بصوت، ولا يعرف الناس نداء بدون صوت، فذكر الصوت هنا لتأكيد النداء، وهذا في غاية الصراحة والوضوح في أن الله يتكلم بكلام يسمع منه تعالى، وأن له صوتاً، ولكن صوته لا يشبه أصوات خلقه، ولهذا قال:

((يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب)) فهذه الصفة تختص بصوته تعالى، وأما أصوات خلقه فيسمعها القريب منها فقط، حسب قوة الصوت وضعفه، وقد كثرت النصوص المثبتة لذلك، منها ما ذكره البخاري – رحمه الله – في هذا الباب، ومنها ما ذكره الله – تعالى – في كتابه في أكثر من عشرة مواضع، بلفظ النداء الذي لا يكون إلا بصوت.

منها قوله تعالى: {ِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا} (٢) .

وقوله: {وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} (٣) .

وقوله: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (٤) .

وقوله سبحانه وتعالى: {فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ


(١) ((المفردات)) (١١٩-١٢٠) .
(٢) الآية ٢٢ من سورة الأعراف.
(٣) الآية ٥٢ من سورة مريم.
(٤) الآية ١٠ من سورة الشعراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>