للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالسماوات، والأرض مفعوله، وكل شيء سوى الله بقضائه فهو مفعول، فتخليق السماوات فعله؛ لأنه لا يمكن أن تقوم سماء بنفسها من غير فعل الفاعل، وإنما تنسب السماء إليه لحال فعله.

ففعله من ربوبيته حيث يقول: {كُن فَيَكُونُ} و ((كن)) من صفته، وهو الموصوف به، كذلك قال رب السماوات، ورب الأشياء.

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((رب كل شيء ومليكه)) .

وكذلك مؤدى جميع لغات الخلق، من غير اختلاف بينهم، وإنما هو الفاعل والفعل والمفعول.

فالفعل صفة، والمفعول غيره، وبيان ذلك في قوله - تعالى - {مَا أَشهَدتُّهُم خَلق َ السَمَاواتِ وَالأرضَ وَلاَ خَلقَ أَنفُسهِم} (١) .

ولم يرد بخلق السماوات نفسها، قد ميز فعل السماوات من السماوات وكذلك فعل جملة الخلق.

وقوله: {وَلاَ خَلقَ أَنفُسهِم} فقد ميز الفعل والنفس، ولم يصر فعله خلقاً.

وأما الوصف من الصفة: فالوصف إنما هو قول القائل، حيث يقول: هذا رجل طويل، وثقيل، وجميل، وحديد، فالطول، والجمال، والحدة، والثقل إنما هو صفة الرجل، وقول القائل وصف.

كذلك إذا قال: الله رحيم، والله عليم، والله قدير، فقول القائل وصف، وهو عبادة، والرحمة، والعلم، والقدرة، والكبرياء، والقوة، كل هذا صفاته)) (٢) .


(١) ((خلق أفعال العباد)) (ص١١٤) .
(٢) ((خلق أفعال العباد)) (ص١١٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>