للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أنواع العبادة زيادة على ما سبق الزكاة، والصيام، والحج، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد للمنافقين والكفار، والإحسان إلى الحيوان، والأيتام، والمساكين، وابن السبيل، والمملوك من الآدميين، والدعاء، والذكر، وكذلك الذبح، والنذر، والاستعاذة، والاستغاثة، والاستعانة، والتوكل، والتوبة، والاستغفار.

وهذه العبادات لا يجوز صرفها إلا لله، ومن صرفها لغيره فقد أشرك.

عبودية الخلق لله (١)

تنقسم عبودية الخلق لله إلى ثلاثة أقسام:

١_عبودية عامة: ويشترك فيها كافة الخلق؛ برهم وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم.

قال_تعالى_: [إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً] (مريم: ٩٣) .

فهذه عبودية الربوبية فالخق كلهم عبيد لله مربوبون له.

٢_خاصة: وهي عبودية الألوهية، وهي عبودية عباد الله الصالحين وهم كل من تعبد لله بشرعه، وأخلص في عبادته.

قال_تعالى_: [وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً] (الفرقان: ٦٣) .

ولهذا أضافهم إلى اسمه إشارة إلى أنهم وصلوا إلى هذه الحال بسبب رحمته، وهذه إضافة التشريف.

٣_خاصة الخاصة: وهي أيضاً عبودية الألوهية، وهي للأنبياء والمرسلين الذين لا يباريهم ولا يدانيهم أحد في عبادتهم لله، قال_تعالى_: [وَاذْكُرْ عِبَادَنَا] (ص:٤٥) ، وقال عن نوح: [إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً] (الإسراء: ٣) ، وقال عن داود عليه السلام: [وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ] (ص: ١٧) ، وقال عن محمد": [سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ] (الإسراء: ١) ، وقال: [وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً] (الجن: ١٩) .


(١) انظر القول المفيد ١/٢٨_٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>