للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال، صلى الله عليه وسلم: خفت يا ابن السوداء! ثم قال: اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت مكة وأشد، وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حماها إلى خيبر والجحفة.

وعن أبي هريرة أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: إن إبراهيم عبد الله وخليله وأنا عبد الله ورسوله، وان إبراهيم حرم مكة واني حرمت المدينة ما بين لابتيها عضاهها وصيدها، لا يحمل فيها سلاح لقتال ولا تقطع منها شجرة إلا لعلف البعير.

وعن أبي هريرة عن النبي، صلى الله عليه وسلم: من صبر على لأواء المدينة وشدتها كنت له يوم القيامة شفيعاً أو شهيداً.

والمدينة مسورة، ومسجد النبي، عليه السلام، في وسطها وقبره في شرقي المسجد، وبجنبه قبر أبي بكر وبجنب قبر أبي بكر قبر عمر.

وكتب الوليد بن عبد الملك إلى صاحب الروم يطلب منه صناعاً لعمارة مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فبعث إليه أربعين رجلاً من صناع الروم وأربعين من صناع القبط، ووجه معهم أربعين ألف مثقال ذهباً وأحمالاً من الفسيفساء. فجاء الصناع وخمروا النورة سنة للفسيفساء، وجعلوا أساسها بالحجارة، وجعلوا أسطوانات المسجد من حجارة مدورة في وسطها أعمدة حديد، وركبوها بالرصاص، وجعلوا سقفها منقشة مزوقة بالذهب، وجعلوا بلاط المحراب مذهباً، وجعلوا وجه الحائط القبلي من داخله بازار رخام من أساسه إلى قدر قامة، وفي وسط المحراب مرآة مربعة ذكروا أنها كانت لعائشة، والمنبر كان للنبي قد غشي بمنبر آخر، وقال، عليه السلام: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة.

بها بئر بضاعة. روي أن النبي، عليه السلام، توضأ بمائها في دلو ورد الدلو إلى البئر، وشرب من مائها وبصق فيها، وكان إذا مرض المريض في أيامه يقول: اغسلوه بماء بضاعة، فإذا غسل فكأنما أنشط من عقال. وقالت أسماء

<<  <   >  >>