للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على المستنصر واستأذن منه أن يدعو الناس إلى بيعته، وكان خلفاء مصر يزعمون أنهم من نسل محمد بن إسماعيل بن جعفر، فعاد الصباح إلى بلاد العجم حتى وصل إلى ناحية روذبار، فرأى شخصاً على غصن شجرة وهو يضرب أصل الغصن بالفأس، فقال في نفسه: لا أجد قوماً أجهل من هؤلاء! فألقى جرانه هناك وأظهر النسك، وكان كوتوال الموت رجلاً علوياً حسن الظن في الصباح، فأحكم الصباح أمره مع الناس وأخرج العلوي من القلعة. وكان معه صبي قال هو من نسل محمد بن إسماعيل، والإمامة كانت لأبيه والآن له، واحكم أساس دعوته فيهم وقال للقوم: لا بد للناس من معلم، ومعلمكم هذا الصبي، وطاعة هذا المعلم واجب عليكم، فإذا رضي عنكم سعدتم في الدنيا والآخرة، ولا حاجة بكم إلى شيء سوى طاعة المعلم. فاستخف قومه فأطاعوه حتى صاروا يفدون أنفسهم له، فلما عرف علماء الإسلام اعتقادهم وإخلالهم بأركان الدين افتوا بإلحادهم، وجعلوا يغزونهم ويسبون منهم فقتلوا جمعاً من العظماء على يد الفداية، منهم: الخليفة المسترشد ونظام الملك وبكتمر صاحب أرمن، وانقلمس صاحب العراق. فخاف منهم ملوك جميع الأطراف.

وفي زمن المستعصم ظهر شخص باليمن يدعي الخلافة، فاجتمع عليه قوم بعثوا إليه فقتلوه، وكانت شوكتهم باقية إلى أن قتلوا واحداً من عظماء التتر، فحاصروهم سبع سنين فتلفوا على القلاع جوعاً وهلكوا، ومنهم من نزل فقتلوهم عن آخرهم واندفع شرهم.

[إيذج]

مدينة بين أصفهان وخوزستان كثيرة الزلازل، بها معادن كثيرة، من عجائبها ضرب من القاقلى عصارتها دواء عجيب للنقرس، وبها بحيرة تعرف بفم البواب، ماؤها دائر إذا وقع فيها شيء من الحيوان لا يغوص بل يدور فيها حتى يموت، ثم يقذف إلى الشط.

<<  <   >  >>