للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بها البلح والنخل والزيتون والجوز والرمان والأترج وقصب السكر، وبها من الثمار والحبوب السهلية والجبلية المباحة، يعيش بها الفقراء. ويوجد في صيفها جني الصيف والشتاء من الباذنجان والفجل والجزر، وفي الشتاء الجدي والحملان والألبان والرياحين: كالخزامى والخيري والبنفسج والنرجس والأترج والنارنج. وهي مجمع طير البر والبحر، لكن هواءها رديء لأنه يختلف في يوم مضر سيما بالغرباء.

وحكي انه كان بنيسابور في أيام الطاهرية ستمائة رجل من بني هلال يقطعون الطريق، فظفروا بهم ونقلوا ثلاثمائة إلى جرجان وثلاثمائة إلى جرجانية بخوارزم. فلما تم عليهم الحول لم يبق ممن كان بجرجان إلا ثلاث أنفس، ولم يمتممن كان بجرجانية إلا ثلاثة.

وبجرجان من العناب الجيد والخشب الخلنج الذي يتخذ منه النشاب والظروف والأطباق، ويحمل إلى سائر البلاد. وبها ثعابين تهول الناظر ولا ضرر لها. وذكر أبو الريحان الخوارزمي انه شوهد بجرجان مدرة صار بعضها قاراً والبعض الآخر بحالها.

بها عين سياه سنك؛ قال صاحب تحفة الغرائب: بجرجان موضع يسمى سياه سنك، به عين ماء على تل يأخذ الناس ماءها للشرب، وفي الطريق إليها دودة، فمن أخذ من ذلك الماء وأصاب رجله تلك الدودة يصير الماء الذي معه مراً فيبدده، ويعود إليها يأخذ مرة أخرى، وهذا عندهم مشهور. ينسب إليها كرز بن وبرة كان من الأبدال، قال فضيل: إذا خرج كرز بن وبرة يأمر بالمعروف يضربونه حتى يغشى عليه، فسأل ربه أن يعرفه الاسم الأعظم بشرط أن لا يسأل به شيئاً من أمور الدنيا، فأعطاه الله ذلك، فسأل أن يقويه على قراءة القرآن، فكان يختم كل يوم وليلة ثلاث ختمات.

حكى أبو سليمان المكتب قال: صحبت كرز بن وبرة إلى مكة، فكان إذا نزل القوم أدرج ثيابه في الرحل واشتغل بالصلاة، فإذا سمع رغاء الإبل أقبل،

<<  <   >  >>