حصون على ثمانية برد من المدينة لمن أراد الشام، ذات مزارع ونخيل كثيرة، وهي موصوفة بكثرة الحمى ولا تفارق الحمى أهلها. وكان أهلها يهوداً يزعمون ان من أراد دخول خيبر على بابها يقف على أربعه، وينهق نهيق الحمار عشر مرات لا تضره حمى خيبر، ويسمى ذلك تعشيراً، والمعنى فيه أن الحمى ولوع بالناس واني حمار.
وحكى الهيثم بن عدي ان عروة الصعاليك وأصحابه قصدوا خيبر يمتارون بها، فلما وصلوا إلى بابها عشروا خوفاً من وباء خيبر، وأبى عروة الصعاليك أن يعشر وقال:
وقالوا: أجب وانهق لا يضرّك خيبرٌ ... وذلك من دين اليهود ولوع
لعمري إن عشّرت من خشية الرّدى ... نهاق الحمير إنّني لجزوع
فكيف وقد ذكيّت واشتدّ جانبي ... سليمى وعندي سامعٌ ومطيع