للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

حدثني أبي (١) ، عن أبيه قال: ((حضر (٢) الحسن ابن سهل وجاءه رجلٌ يستَشفِع به في حاجة فقضاها، فأقبل الرجل يشكُره فقال له الحسن: عَلَامَ (٣) تشكُرنا ونحنُ نرَى أَنَّ للجاهِ زكاة كما أنَّ للمالِ زكاة ثم أنشأ يقُول:

فُرِضَت عَلَيَّ زكاةُ ما مَلَكَت يَدِيْ

وزكاةُ جاهيْ أن أُعِيْنَ وأَشْفَعَا

فإذا ملكْتَ فَجُدْ فإن لم تَسْتَطِعْ

فاجْهَدْ بِوُسْعِك كلِّه أَنْ تَنْفَعَا (٤)

٢٥٦ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عمر بن محمد الناقد، حدثنا أبو حمزة أحمد بن عبد الله ابن عمران المروزي سنة أربع وثلاثمائة قال: سمعت علي بن خشرم يقول: سمعت عيسى

ابن يونس يقول: سمعت الأوزاعي يقول: ((من وقَّرَ صاحبَ بدعةٍ فَقَدْ أعانَ عَلَى فُرْقة الإسلام)) (٥)


(١) هو الوزير الكبير، أَبُو الْحَسَنِ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ يحيى بن خاقان التركي، ثم البغدادي، وزير للمتوكل، وللمعتمد.
كان واسع الحيلة، ونفاه المعتز، فلما ولي المعتمد طلبه، وخلع عليه، فأدبته النكبة، وتهذّب كثيرًا، وله أخبار في الحلم والسخاء، مات وعليه ستمائة ألف دينار مع كثرة ضياعه، سنة ثلاث وستين ومائتين.
سير أعلام النبلاء (١٣/٩-١٠) .
(٢) في تاريخ بغداد "حضرت".
(٣) في المخطوط "على ما".
(٤) في إسناده جد أبي مزاحم الخاقاني، لم أجد له ترجمة، ومحمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني وهو متهم.
أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (٧/٣٢٢) عن العتيقي به.
(٥) إسناده صحيح.
وأخرج أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٨/١٠٣) من طريق أبي يعلى الموصلي، عن عبد الصمد مردويه قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول: "من أعان صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام".
وقد ورد مرفوعًا من حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام)) .
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٧/٣٥) ، وابن عدي في "الكامل" (٢/٣٢٤) ، وابن حبان في "المجروحين"
(١/٢٣٥) من طريق الحسن بن يحيى الخشني، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه عن عائشة به.
وإسناده ضعيف، فيه الحسن بن يحيى الخُشَني، وهو ضعيف، ضعفه ابن معين، وقال دحيم: "صدوق سيئ الحفظ". انظر التهذيب (٢/٢٨١) .
وقال ابن عدي: "لا يعرف إلا بالحسن بن يحيى، عن هشام بن عروة، وعنه رواه هشام بن خالد، وعندي كتاب الحسن بن يحيى الخشني، عن محمد بن بشير القزّاز الدمشقي، عن هشام بن خالد عنه، وليس فيه هذا الحديث، فلا أدري سرق هذا الحديث من الكتاب أم لا".

وقال ابن حبان: "هذان الخبران ـ يعني هذا الحديث وحديث ((ما من نبي يموت فيقيم في قبره إلا أربعين صباحًا ... الحديث)) ـ جميعًا باطلان موضوعان، إلا قوله: ((مررت بموسى فرأيته قائمًا ... الحديث)) .
قلت: وللحديث شاهد من حديث ابن عباس مرفوعًا، أخرجه ابن عدي في "الكامل" من طريق بهلول بن عبيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس به.
ولكن فيه بهلول بن عبيد وهو ضعيف جداً، ضعفه أبو حاتم وأبو زرعة جداًّ، وقال: ابن حبان: "يسرق الحديث"، وقال ابن عدي: "بصري ليس بذاك". انظر اللسان (٢/٦٧) .
وله شاهد ثان من حديث عبد الله بن بسر به مرفوعًا.
أخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٥/٢١٨) من طريق عيسى بن يونس، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ خالد بن معدان، عن عبد الله بن بسر به.
قلت: هذا الإسناد ضعيف أيضًا من أجل إرسال خالد بن معدان.
قال أبو نعيم: "غريب من حديث خالد، تفرد به عيسى عن ثور".
وروى البيهقي في "شعب الإيمان" (٧/٦١) من طريق محمد بن مسلم الطائفي، عن إبراهيم بن ميسرة رفعه.
قلت: هذا مرسل.
قال العجلوني: روى ابن عدي عن عائشة، والطبراني في "الأوسط"، وأبو نعيم في "الحلية" عن عبد الله بن بسر فذكره، ثم قال: وأسانيده كلها ضعيفة، بل قال ابن الجوزي: "كلها موضوعة". كشف الخفا (٢/٣٢٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>