للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكذَّابِ. وقد ذُكِرَ ابتلاءُ النَّبِيِّ والمؤمِنينَ ثُمَّ كَونُ العاقِبَةِ لهم في غيرِ موضعٍ كقوله تَعالى [الأنعام: ٣٤] : {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ} [الأنعام: ٣٤] وقال تعالى [البقرة: ٢١٤] : {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: ٢١٤] قال تعالى [يوسف: ١٠٩- ١١١] : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ - حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ - لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف: ١٠٩ - ١١١]

والمقصودُ أن إيذاءَ القائِمينَ بالحَقِّ، والنَّاصِرينَ له مِن سننِ أهْلِ الجاهِلِيَّةِ، وكَثيرٌ مِن أهلِ عصرِنا على ذلك، واللهُ المُستَعانُ.

[الإيمان بالجبت والطاغوت]

الإيمان بالجبت والطاغوت (الخمسون) : الإِيمانُ بِالجِبْتِ والطَّاغوتِ، وتَفْضيلُ المُشرِكينَ على المسلمين. قال تعالى في سورةِ [النساء: ٥١] : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا} [النساء: ٥١] هَذِهِ الآية نَزَلْت في حُيَيِّ بنِ أخْطَبَ وَكَعْبِ بنِ الأشرَفِ في جَمعٍ مِن يهودَ، وذلك أنَّهم خَرَجوا إلى مَكَّةَ بَعْدَ وقْعَةِ أُحُدٍ؛ لِيُحالِفوا قُريشا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وَيَنْقُضوا العَهْدَ الذي بَيْنَهم وبَيْنَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَنَزَل كعبٌ على أبي سُفيانَ، فَأحْسَنَ مَثواه، وَنَزَلَتِ اليهودُ في دورِ قرَيْشٍ، فقالَ أهلُ مَكَّةَ: أنْتُمْ أهلُ كِتاب،

<<  <  ج: ص:  >  >>