للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٥- تكثيره الماء ونبعه من بين أصابعه الشريفة:

وقد وقع من هذا شيء كثير من الرسول صلى الله عليه وسلم، نذكر طرفاً منه، فمن ذلك ما رواه جابر بن عبد الله، قال: عطش الناس يوم الحديبية، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة (ظرف للماء) فتوضأ منها، ثمَّ أقبل الناس نحوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما لكم "؟ قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ به، ونشرب إلا ما في ركوتك، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم يده في الركوة، فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون، قال: فشربنا، وتوضأنا، قيل لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة " (١) .

ومن ذلك تكثيره ماء بئر الحديبية في يوم الحديبية، فقد روى البراء بن عازب رضي الله عنه، قال: " كنا يوم الحديبية أربع عشرة مائة، والحديبية بئر، فنزحناها، حتى لم نترك فيها قطرة، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم على شفير البئر، (طرفها) ، فدعا بماء فمضمض، ومجّ في البئر، فمكثنا غير بعيد، ثم استقينا حتى رَوِينا، ورَوَت أو صَدَرت ركائبنا " (٢) .

وعن عبد الله بن مسعود قال: كنّا نعدُّ الآيات بركة، وأنتم تعدونها تخويفاً، كنّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقلَّ الماء، فقال: " اطلبوا فضلة من ماء " فجاؤوا بإناء فيه ماء قليل، فأدخل يده في الإناء، ثم قال: " حيَّ على الطَّهور المبارك، والبركة من الله " فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد كنّا نسمع تسبيح الطعام وهو يأكل " (٣) .


(١) صحيح البخاري: ٤١٥٢.
(٢) صحيح البخاري: ٣٥٧٧.
(٣) صحيح البخاري: ٣٥٧٩.

<<  <   >  >>