للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٨- إبراء المرضى:

أ- إبراؤه من كسرت رجله:

عن البراء بن عازب قال: بعثَ النبي صلى الله عليه وسلم رهطاً إلى أبي رافعٍ (١) ، فدخل عليه عبد الله بن عتيك ليلاً وهو نائم فقتله (٢) ، فقال عبد الله بن عتيكٍ: فوضعتُ السيف في بطنه حتى أخذ في ظهره فعرفت أني قتلته، فجعلت أفتحُ الأبواب باباً فباباً، حتى انتهيتُ إلى درجة له فوضعت رجلي، وأنا أرى أني انتهيت إلى الأرض، فوقعت في ليلة مقمرة، فانكسرت ساقي، فعصبتها بعمامةٍ فانطلقت إلى أصحابي، فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال: ابسط رجلك فبسطت رجلي، فمسحها فكأنها لم أشتكِها قطُّ (٣) .

ب- إبراؤه عين علي بن أبي طالب:

وعن سهل بن سعدٍ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: " لأعطين هذه الراية غداً رجلاً يفتحُ الله على يديه، يحبُّ الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله " فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناسُ غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يُعطاها فقال: " أين عليُّ بنُ أبي طالب؟ " فقالوا: هو يا رسول الله يشتكي عينيه، قال: " فأرسلوا إليه "، فأُتي به، فبصق رسول الله في عينيه، ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجعٌ، فأعطاه الراية، فقال عليٌّ: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: " انفُذْ على رسلك (٤) حتى


(١) اليهودي وكان أعدى أعداء رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نبذ عهده وتعرض له بالهجاء.
(٢) رواه البخاري: ٤٠٣٨.
(٣) صحيح البخاري مختصراً: ٤٠٣٩.
(٤) أي: امضِ على رفقك ولينك.

<<  <   >  >>