للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْبِلَاد، وَإِلَى تَصْحِيح وجهتهم بِأَن يذكرُوا الله قلباً وَلِسَانًا بِدُونِ عدد مَخْصُوص معِين، قيَاما وقعوداً وعَلى جنُوبهم بِدُونِ هَيْئَة أَو كَيْفيَّة مُعينَة، مَتى شاؤا وَأَرَادُوا بِدُونِ وَقت مُرَتّب، فُرَادَى ومجتمعين بِدُونِ تداع. وَأَن يتْركُوا المراقبة ويستعيضوا عَنْهَا بِالدُّعَاءِ بالغفران وَالرَّحْمَة لكل من الشَّيْخ بهاء لدين النقشي مرشدهم الْأَعْلَى ولخليفته مرشدهم الْأَدْنَى الَّذِي هم مبايعوه.

وَقد فتح الله عَليّ ببركة جمعيتنا هَذِه فهم أَسبَاب ميل الْمُسلمين فِي هاتيك الْبِلَاد، صَالحهمْ وفاسقهم، للانتساب إِلَى إِحْدَى الطرائق الصُّوفِيَّة، وَكنت قبلا أحمل ذَلِك على مُجَرّد إخلاص المرشدين، والآن اتَّضَح لي أَن السَّبَب هُوَ: أَن السَّادة الْفُقَهَاء عندنَا من الْحَنَفِيَّة وَالشَّافِعِيَّة قد ضيقوا على الْمُسلمين الْعِبَادَات تضييقاً لَا يعلم أَن الله تَعَالَى يَطْلُبهُ من عباده، وكثروا الْأَحْكَام فِي الْمُعَامَلَات تكثيراً ضيع النَّاس وشوش الْإِفْتَاء وَالْقَضَاء، حَتَّى صَار الْمُسلم لَا يكَاد يُمكنهُ أَن يصحح عِبَادَته أَو مُعَامَلَته مَا لم يكن فَقِيها.

فتوسيع الْفُقَهَاء دَائِرَة الْأَحْكَام انتج تضييق الدّين على الْمُسلمين تضييقاً أوقع الْأمة فِي ارتباك عَظِيم، ارتباكا جعل الْمُسلم لَا يكَاد يُمكنهُ أَن يعْتَبر نَفسه مُسلما ناجياً لتعذر تطبيق جَمِيع عباداته ومعاملاته

<<  <   >  >>