للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالرسالة واتبعوهم فِي هديهم مستسلمين، فأخرجوهم من بحار الأوهام إِلَى سَاحل الْحِكْمَة، وَمن ظلمات الضلال إِلَى نور الْهِدَايَة، وَهَؤُلَاء (الْمُؤْمِنُونَ) ، فَهَذِهِ مُقَدّمَة أولى. (مرحى) .

وَمن الْمُؤمنِينَ: نَحن معاشر (الْمُسلمين) ؛ علمنَا، بِمَا علمنَا، أَن مُحَمَّدًا بن عبد الله الْهَاشِمِي الْقرشِي الْعَرَبِيّ أجل الْبشر حِكْمَة وفضيلة، وصدقناه بِأَنَّهُ رَسُول الله للْعَالمين كَافَّة، مصححاً مِلَّة إِبْرَاهِيم، دَاعيا لعبادة الله وَحده، هاديا إِلَى مَا يُكَلف الله لَهُ عبَادَة من أَمر وَنهي كافلين لكل خير فِي الْحَيَاة وَبعد الْمَمَات.

وَمن أُمَّهَات قَوَاعِد ديننَا، أَن نعتقد: أَن مُحَمَّدًا عَلَيْهِ السَّلَام بلغ رسَالَته، لم يتْرك وَلم يكتم مِنْهَا شَيْئا، وَأَنه أتم وظيفته بِمَا جَاءَ بِهِ من كتاب الله، وَبِمَا قَالَه أَو فعله أَو أقره على سَبِيل التشريع إكمالاً لدين الله.

وَمن أهم قَوَاعِد ديننَا أَيْضا: أَنه مَحْظُور علينا أَن نزيد على مَا بلغنَا إِيَّاه رَسُول الله أَو ننقص مِنْهُ أَو نتصرف فِيهِ بعقولنا، بل متحتم علينا أَن نتبع مَا جَاءَ بِهِ الصَّرِيح الْمُحكم من الْقُرْآن، والواضح الثَّابِت مِمَّا قَالَه الرَّسُول أَو فعله أَو أقره، وَمَا أجمع عَلَيْهِ الصَّحَابَة، أَن أدركنا حِكْمَة ذَلِك التشريع أَو لم نقدر على إِدْرَاكهَا، وَأَن تتْرك

<<  <   >  >>