للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الخطيب: حدث عنه الزهرى والأنصارى، وبين وفاتيهما إحدى وتسعون سنة، وحدث عنه التيمى والأنصارى، وبين وفاتيهما ثنتان أو إحدى وتسعون سنة.

* * *

[حرف التاء المثناة فوق]

٩٠ - تميم الدارى الصحابى، رضى الله عنه (١) :

هو تميم بن أوس بن خارجة بن سويد بن خزيمة، وقيل: سواد بن خزيمة، وقيل: سود بن خزيمة بن ذراع بن عدى بن الدار بن هانىء بن حبيب بن أنمار بن لخم بن عدى بن عمرو بن سبأ الدارى، وقيل فى نسبه غير هذا، يكنى أبا رقية، كنى ببنته رقية، ولم يولد له غيرها، وإنما العقب لأخيه لأمه أبى هند، واسمه بر بن عبد الله، ويقال: تميم الدارى والديرى، فالدارى منسوب إلى جده الدار، وقيل غير ذلك، وقد أوضحت الخلاف فيه فى شرح صحيح مسلم، والديرى نسبة إلى دير كان يتعبد فيه قبل الإسلام، وكان نصرانيًا أسلم سنة تسع من الهجرة.

رُوى له عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثمانية عشر حديثًا، روى مسلم منها حديث: "الدين النصيحة" (٢) ، وفى صحيح مسلم أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - روى عن تميم قصة الجساسة، وهذه منقبة شريفة له لا يشاركه فيها غيره، ويدخل فى رواية الأكابر عن الأصاغر. وروى عنه جماعة من الصحابة، منهم ابن عباس، وأنس، وأبو هريرة، رضى الله عنهم، وجماعات من التابعين، وكان بالمدينة، ثم انتقل إلى بيت المقدس بعد قتل عثمان، رضى الله عنه، وكان كثير التهجد، قام ليلة حتى أصبح بآية من القرآن يركع ويسجد ويبكى، وهى: {أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ} [الجاثية: ٢١] الآية.

وكان له هيئة ولباس، وهو أول من قص على الناس، استأذن عمر، رضى الله عنه، فى ذلك فأذن له، وهو أول من أسرج فى المسجد، قاله أبو نعيم الأصبهانى. قلت: وقال الحافظ أبو عبد الله بن مندة، وأبو نعيم الأصبهانيان، وأبو عمر بن عبد البر: زار روح بن زنباع تميمًا الدارى، فوجده ينقى شعيرًا لفرسه، فقال له روح: أما كان فى هؤلاء من يكفيك؟ قال: بلى، ولكن سمعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "ما من امرىء مسلم ينقى لفرسه شعيرًا ثم يعلفه عليه، إلا كتب الله له بكل


(١) طبقات ابن سعد (٧/٤٠٨) ، التاريخ الكبير للبخارى (٢/١/١٥٠) ، الجرح والتعديل لابن أبى حاتم (١/١/٤٤٠) ، الاستيعاب لابن عبد البر (١/١٩٣، ١٩٤) ، أسد الغابة لابن الأثير (١/٢١٥، ٢١٦) ، تاريخ الإسلام (٢/١٨٨) ، تهذيب التهذيب لابن حجر (١/٥١١، ٥١٢) . وتقريب التهذيب (٧٩٩) وقال: "أبو رقية بقاف وتحتانية مصغر صحابي مشهور سكن بيت المقدس بعد قتل عثمان قيل مات سنة أربعين خت م ٤"..
(٢) أخرجه أحمد (٤/١٠٢، رقم ١٦٩٨٢) ، ومسلم (١/٧٤، رقم ٥٥) ، وأبو داود (٤/٢٨٦، رقم ٤٩٤٤) ، والنسائى (٧/١٥٦، رقم ٤١٩٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>