للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "الناس تبع لقريش فى الخير والشر" (١) . وأن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "الناس معادن، خيارهم فى الجاهلية خيارهم فى الإسلام إذا فقهوا" (٢) . وفى صحيح مسلم أيضًا عن واثلة بن الأسقع، رضى الله عنه، قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بنى هاشم، واصطفانى من بنى هاشم" (٣) .

وفى صحيح البخارى عن جبير بن مطعم، رضى الله عنه، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إنما بنو المطلب وبنو هاشم شىء واحد" (٤) . وفى صحيح كتاب الترمذى، عن أنس بن مالك، رضى الله عنه، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "الأزد أسد الله فى الأرض، يريد الناس أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم، وليأتين على الناس زمان يقول الرجل: يا ليتنى كنت أزديًا، ويا ليت أمى كانت أزدية" (٥) . قال الترمذى: وروى موقوفًا عن أنس، وهو عندنا أصح.

وفى الترمذى أيضًا عن أبى هريرة، رضى الله عنه، عن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "الملك فى قريش، والقضاء فى الأنصار، والأذان فى الحبشة، والأمانة فى الأزد" (٦) ، يعنى اليمن. قال الترمذى: وروى موقوفًا عن أبى هريرة، وهو أصح.

[فصل فى مولد الشافعى، رحمه الله، ووفاته]

وذكر نبذ من أموره وحالاته

أجمعوا على أنه ولد سنة خمسين ومائة، وهى السنة التى توفى فيها أبو حنيفة، رحمه الله تعالى، وقيل: إنه فى اليوم الذى توفى فيه أبو حنيفة. قال البيهقى: ولم يثبت اليوم، ثم المشهور الذى عليه الجمهور أن الشافعى ولد بغزة، وقيل: بعسقلان، وهما من الأرض المقدسة التى بارك الله فيها، فإنهما على نحو من مرحلتين من بيت المقدس، ثم حُمل إلى مكة وهو ابن سنتين، وتوفى بمصر سنة أربع ومائتين، وهو ابن أربع وخمسين سنة. قال الربيع: توفى الشافعى، رحمه الله تعالى، ليلة الجمعة بعد المغرب


(١) حديث جابر: أخرجه ابن أبى شيبة (٦/٤٠٢، رقم ٣٢٣٨٢) ، وأحمد (٣/٣٣١، رقم ١٤٥٨٥) ، ومسلم (٣/١٤٥١، رقم ١٨١٩) ، وابن حبان (١٤/١٥٨، رقم ٦٢٦٣) . وأخرجه أيضًا: أبو عوانة (٤/٣٦٨، رقم ٦٩٧٢) .
(٢) حديث جابر: أخرجه أحمد (٣/٣٦٧، رقم ١٤٩٨٨) .
حديث أبى هريرة: أخرجه البخارى (٣/١٢٨٨، رقم ٣٣٠٤) ، ومسلم (٤/١٩٥٨، رقم ٢٥٢٦) . وأخرجه أيضًا: أحمد (٢/٢٥٧، رقم ٧٤٨٧) .
(٣) أخرجه مسلم (٤/١٧٨٢، رقم ٢٢٧٦) ، والترمذى (٥/٥٨٣، رقم ٣٦٠٦) ، وقال: حسن صحيح غريب. أخرجه أيضًا: أحمد (٤/١٠٧، رقم ١٧٠٢٧) ، وأبو يعلى (١٣/٤٦٩، رقم ٧٤٨٥) ، والخطيب (١٣/٦٤) .
(٤) أخرجه الطبرانى (٢/١٢٦، رقم ١٥٤٠) .
(٥) أخرجه الترمذى (٥/٧٢٧، رقم ٣٩٣٧) ، وقال: غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وروى هذا الحديث بهذا الإسناد عن أنس موقوف وهو عندنا أصح. ومحمد بن جميع الصيداوى فى معجم الشيوخ (١/١٨١) ، والضياء (٦/١٩٥، رقم ٢٢١٢.
(٦) أخرجه أحمد (٢/٣٦٤، رقم ٨٧٤٦) ، قال الهيثمى (٤/١٩٢) : رجاله ثقات. والترمذى (٥/٧٢٧، رقم ٣٩٣٦) . وأخرجه أيضًا: ابن أبى شيبة (٦/٤٠٣، رقم ٣٢٣٩٥) ، وأحمد فى فضائل الصحابة (٢/٧٩٥، رقم ١٤٢٣) ، وابن أبى حاتم فى الجرح والتعديل (٩/٤٣٧، رقم ٢١٨٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>