للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القفال الشاشى الفقيه الشافعى، من أهل الشاش، إمام عصره بلا مدافعة، كان فقيهًا، أصوليًا، محدثًا، لغويًا، شاعرًا، سار ذكره فى الشرق والغرب، له تصانيف مشهورة، ورحل إلى خراسان، والعراق، والحجاز، والشام، والثغور.

ذوأبا العباس السراج، وأبا القاسم البغوى، وغيرهم. روى عنه الحاكم أبو عبد الله، وأبو عبد الله بن مندة، وأبو عبد الرحمن السلمى، وغيرهم. ولد سنة إحدى وتسعين ومائتين، ومات بالشاش فى ذى الحجة سنة خمس وستين وثلاثمائة.

ومن غرائب القفال الشاشى ما نقلته عنه فى الروضة أنه قال: يجوز الجمع بين الصلاتين بعذر المرض.

ومن غرائبه أن الأصحاب قالوا: إن أخرت العقيقة حتى بلغ سقط حكمها فى حق غير المولود، وهو مخير فى العقيقة عن نفسه، واستحسن القفال الشاشى أن يفعلها. ويروى أن النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَقَّ عن نفسه بعد النبوة. ونقلوا عن نص الشافعى فى البويطى أنه لا يفعل ذلك واستغربوه. قال المُصَنِّف: ورأيت نصه فى البويطى: ولا يعق عن كبير. قال: وليس مخالفًا لما سبق، فإن معناه لا يعق عنه غيره، وليس فيه نفى عقه عن نفسه، والله تعالى أعلم.

ومن غرائبه أنه قول قال: وهبت لك كذا، وخرجت منه إليك، قال: يكون إقرارًا بالإقباض؛ لأنه نسب إلى نفسه ما يشعر بالإقباض بعد العقد المفروغ منه، وخالفه الأصحاب فى ذلك، فقالوا: لا يكون مقرًا بالإقباض لجواز أن يريد الخروج عنه بالهبة، وفيما نروية بالإجازة فى شعب الإيمان للبيهقى، قال: أنشدنا أبو نصر بن قتادة، أنشدنا الشيخ أبو بكر القفال الشاشى، رحمه الله تعالى:

أوسع رحلى على من نزل ... وزادى مباح على من أكل

نقدم حاضر ما عندنا ... وإن لم يكن غير خبز وخل

فأما الكريم فيرضى به ... وأما اللئيم فمن لم أبل

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>