للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسبج هو السبج بسين مهملة ثم باء موحدة مفتوحتين ثم جيم، وهو خرز أسود يلبس في العراق كثيرًا، وهو فارسي معرب. قال الجوهري: وقال ابن فارس في المجمل: هو عربي.

سبح: التسبيح في اللغة التنزيه، ومعنى سبحان الله تنزيها له من النقائص مطلقًا، ومن صفات المحدثات كلها، وهو اسم منصوب على أنه واقع موقع المصدر لفعل محذوف، تقديره: سبحت الله تعالى.

قال النحويون وأهل اللغة: يقال: سبحت الله تعالى تسبيحًا وسبحانًا، فالتسبيح مصدر، وسبحان واقع موقعه ولا يستعمل غالبًا إلا مضافًا كقولنا سبحان الله، وهو مضاف إلى المفعول به أي: سبحت الله تعالى؛ لأنه المسبح المنزه.

قال أبو البقاء رحمه الله تعالى: ويجوز أن يكون مضافًا إلى الفاعل لأن المعنى تنزه الله تعالى، وهذا الذي قاله وإن كان له وجه فالمشهور المعروف هو الأول، قالوا: وقد جاء غير مضاف كقول الشاعر:

فسبحانه ثم سبحانًا أنزهه

قال أهل اللغة والمعاني والتفسير وغيرهم: ويكون التسبيح بمعنى الصلاة، ومنه قول الله سبحانه وتعالى: {فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} (الصافات:١٤٣) أي المصلين، والسبحة بضم السين صلاة النافلة، ومنه قوله في الحديث: سبحة الضحى وغيرها، ومنه ما حكاه في هيئة الجمعة من المهذب: قعود الإمام يقطع السبحة.

قال الجوهري رحمه الله تعالى: السبحة التطوع من الذكر والصلاة، تقول: قضيت سبحتي، قالوا: وإنما قيل: للمصلي مسبح لكونه معظما لله عز وجل بالصلاة وعبادته إياه وخضوعه له، فهو منزه بصورة حاله، قالوا: وجاء التسبيح بمعنى: الاستثناء، ومنه قوله تعالى: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون} أي: تستثنون، وتقولون: إن شاء الله تعالى، وهو راجع إلى معنى التعظيم لله عز وجل للتبرك باسمه.

قال الإمام الواحدي رحمه الله تعالى: قال سيبويه رحمه الله تعالى: معنى سبحان الله براءة الله من السوء، وسبحان الله بهذا المعنى معرفة يدل على ذلك. قول الأعشى:

سبحان من علقمة الفاجر

أي: براءة منه، قال: وهو ذكر تعظيم لله تعالى لا يصلح لغيره، وإنما ذكره الشاعر نادرًا، ورده إلى الأصل وأجراه كالمثل. قلت: ومراد سيبويه رحمه الله تعالى: إنه اسم معرفة لا ينصرف إذا لم يضف للعلمية، وزيادة الألف والنون، ولهذا لم يصرفه الأعشى، ومنهم من يصرفه ويجعله نكرة، كما تقدم في البيت السابق والله تعالى أعلم.

قلت: هذا أصل هذه

<<  <  ج: ص:  >  >>