للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المذهب، يقال: شرع الله تعالى هذا أي: جعله مذهبًا ظاهرًا، قلت: قد ذكر الواحدي وغيره عن أهل اللغة في قول الله عز وجل {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ} (الجاثية: من الآية١٨) أقوالا، فقالوا: الشريعة الدين، والملة، والمنهاج، والطريقة، والسنة، والقصد. قالوا: وبذلك سميت شريعة النهر؛ لأنه يوصل منها إلى الانتفاع، والشرائع في الدين المذاهب التي شرعها الله تعالى لخلقه.

شرك: في الحديث: “وقت الظهر والفيء مثل الشراك” هو بكسر الشين، وهو أحد سيور النعل التي تكون على وجهها، وتقديره هنا ليس للتحديد والاشتراط، ولكن الزوال لا يتبين بأقل منه.

شزن: روي في المهذب في باب سجود التلاوة، حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال: “خطبنا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يومًا فقرأ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فلما مر بالسجود تشزنا للسجود” إلى آخر الحديث، هذا حديث صحيح رواه أبو داود في سننه والبيهقي وغيرهما. قال البيهقي: هو حديث حسن الإسناد صحيح، وقوله: تشزنا كذا وقع في المهذب وفي سنن أبي داود أيضًا، وغيره بتاء في أوله ثم شين معجمة مفتوحة، ثم زاي معجمة مشددة، ثم نون مشددة ثم ألف.

قال الإمام أبو سليمان الخطابي: معناه استوفزنا للسجود وتهيأنا له. قال: وأصله من الشزن وهو القلق، يقال: بات فلان على شزن إذا بات قلقا يتقلب من جنب إلى جنب.

قلت: وجاء في رواية البيهقي في السنن الكبير: تهيأ الناس للسجود، وفي معرفة السنن والآثار للبيهقي: تيسرنا بالسين والراء المهملتين وبزيادة بعد التاء من التيسير. قال: وقال بعضهم: تشزنا يعني كما ذكره أبو داود وصاحب المهذب.

شسع: قال أهل اللغة: شسع النعل بشين معجمة مكسورة ثم سين مهملة ساكنة، وهو أحد سيور النعل الذي يدخل بين الأصبعين، ويدخل طرفه في الثقب الذي في صدر النعل المشدودة في الزمام، هو السير الذي يعقد فيه الشسع جمعه شسوع.

شعر: والشعار الثوب الذي يلي الجسد، والدثار فوقه، قالوا: سمي شعارا؛ لأنه يلي شعر البدن، وأما إشعار الهدي فهو من الأعلام، وهو أن يضرب صفحة سنامها اليمنى بحديدة، وهي مستقبلة القبلة فيدميها، ويلطخها بالدم ليعلم أنها هدي، وقد ذكرت في الروضة وغيرها اختلاف أصحابنا في أنه يقدم التقليد على الاشعار أم يؤخره

<<  <  ج: ص:  >  >>