للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأرض حرلة فيها حجارة وغلظ.

غزو: ذكر الواحدي في قول الله عز وجل: {إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزّىً} (آل عمران: من الآية١٥٦) الغزى: جمع غاز مثل شاهد وشهد ونائم ونوم وصائم وصوم وقائل وقول، ومثله من الناقص عاف وعفى، ويجوز غزاة مثل قاض وقضاة ودعاة ورماة، ويجوز غزاء بالمد مثل ضراب، قال: ومعنى الغزو في كلام العرب قصد العدو والمغزى المقصد. قال: روى عمرو عن أبيه الغزو القصد وكذلك الغوز، وقد غزاه وغازه غزوًا وغوزًا إذا قصده. قال الأزهري: ويجمع الغازي غزى مثل ناجي ونجى القوم يتناجون، هذا آخر كلام الواحدي.

وقال أبو البقاء العكبري: يقرأ يعني في الشواذ، وكانوا غزى بتخفيف الزاي، قال: وفيه وجهان، أحدهما: أن أصله غزاة فحذف الهاء تخفيفًا لأن الياء دليل الجمع، وقد حصل ذلك من نفس الصيغة. والثاني: أنه أراد قراءة الجماعة المشددة فحذف إحدى الزايين كراهية التضعيف، والله تعالى أعلم.

غسل: الغسل بالفتح مصدر غسل الشيء غسلا، والغسل بالكسر ما يغسل به الرأس من سدر وخطمي ونحوهما، والغسل بالضم اسم للاغتسال، واسم للماء الذي يغتسل به وهو أيضًا جمع غسول بفتح الغين، وهو ما يغسل به الثوب من أشنان ونحوه. وفي المهذب في حديث ميمونة رضي الله تعالى عنها: “أدنيت لرسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غسلا من الجنابة” وفي حديث قيس بن سعد رضي الله عنه: “أتانا رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فوضعنا له غسلا” الغسل في هذين الحديثين مضموم الغين، والمراد به الماء الذي يغتسل به كما تقدم، وهذا الذي ذكرته من ضم الغين في هذين الحديثين مجمع عليه عند أهل اللغة والحديث والفقه وغيرهم.

وأما قول الشيخ عماد الدين بن باطيش رحمه الله تعالى في كتابه ألفاظ المهذب: أنه مكسور الغين فخطأ صريح، وتصحيف قبيح، ومنكر لم يسبق إليه، وباطل لا يتابع عليه، وإنما قصدت بذكره التحذير من الاغترار به، والله تعالى يغفر لنا أجمعين.

قولهم في باب غسل الجنابة وغسل الميت. وقولهم: وجب عليه وضوء وغسل، ويجب الغسل من خروج المني وشبهه هذا كله، يجوز بضم الغين وفتحها لغتان فصيحتان والفتح أشهرهما، وقد غلط الفقهاء في ضمهم إياه وجهل ولم يطلع على اللغة الأخرى. وقد جمع شيخنا جمال الدين بن مالك إمام

<<  <  ج: ص:  >  >>