للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[البعث إلى كعب بن الأشرف]

وكان كعب بن الأشرف من طيئ، أمه من بنى النضير، وكان عدوا لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم، فحض رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتله، فانتدب لذلك محمد بن مسلمة، وسلكان بن سلامه بن وقش أبو نائلة، أحد بنى عبد الأشهل وكان أخا كعب بن الأشرف من الرضاعة، وعباد بن بشر بن وقش، والحارث بن أوس بن معاذ، وهما من بنى عبد الأشهل، وأبو عبس بن جبر، أخو بنى حارثة.

فأذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقولوا غير ما يعتقدون، على سبيل جواز ذلك فى الحرب. فقدموا إليه سلكان بن سلامة، فقصد له، وأظهر له موافقته على الانحراف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشكا إليه ضيق حالهم، وكلمه فى أن يبيعه وأصحابه طعاما فيرهنوه سلاحهم، فأجابهم إلى ذلك. فرجع سلكان إلى أصحابه، فخرجوا، وشيعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد فى ليلة مقمرة.

فأتوا كعبا، فخرج إليهم من حصنه، فتماشوا، فوضعوا عليه سيوفهم، ووضع محمد بن مسلمة مغولا «١» كان معه فى ثنته «٢» فقتله، وصاح الفاسق صيحة شديدة، انذعر بها أهل الحصون حواليه، فأوقدوا النيران؛ وجرح الحارث بن أوس فى رجله ببعض سيوف أصحابه أو فى رأسه، فنزفه الدم، فتأخر ونجا أصحابه، فسلكوا على بنى أمية بن زيد إلى بنى قريظة، إلى بعاث،


(١) المغول- بكسر الميم وسكون الغين- سوط فى جوفه سوط دقيق يهلك به المضروب.
(٢) الثنة فى الإنسان: ما تحت السرة فى أسفل البطن.

<<  <   >  >>