للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الشعير والتمر، ويضع سائر ذلك فى سبيل الله تعالى. لا يسأل الله شيئا إلا أعطاه، ثم يعود على قوت عامه فيؤثر منه حتى يحتاج قبل انقضاء العام.

يخصف النعل، ويرقع الثوب، ويخدم فى مهنة أهله، ويقطع اللحم معهن.

أشد الناس حياء، لا يثبت بصره فى وجه أحد. يجيب دعوة العبد والحر.

ويقبل الهدايا ولو أنها جرعة لبن أو فخذ أرنب، ويكافئ عليها ويأكلها ولا يقبل الصدقة ولا يأكلها.

تستتبعه الأمة والمسكين، فيتبعهما حيث دعواه.

ولا يغضب لنفسه، ويغضب لربه، وينفذ الحق وإن عاد ذلك بالضرر عليه وعلى أصحابه.

عرض عليه الانتصار بالمشركين، وهو فى قلة وحاجة إلى إنسان واحد يزيده فى عدد من معه، فأبى وقال: إنا لا نستنصر بمشرك.

ووجد أصحابه قتيلا من خيارهم وفضلاء أصحابه، يهد البلاد العظيمة والعساكر الكثيرة فقد مثله منهم، فلم يحف «١» لهم من أجله على أعدائه من اليهود الذين وجده مقتولا بينهم، بل وداه مائة ناقة من صدقات المسلمين، وإن بأصحابه لحاجة إلى بعير واحد يتقوون به.

وودى بنى جديمة، وهم غير موثوق بإيمانهم، إذ وجب بأمر الله تعالى ذلك.


(١) فى الأصل: يجف. وحاف عليه: ظلمه وجار عليه.

<<  <   >  >>